“الرجاء هو رمي المرساة على الضفّة الأخرى، ومعرفة أنّنا لا نستطيع أن نبني عشّنا هنا”: هذا ما أشار إليه البابا فرنسيس خلال احتفاله بالقدّاس الصباحي اليوم من دار القدّيسة مارتا، بحسب ما نقلته الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسيّ في زينيت.
في التفاصيل، شرح البابا في عظته أنّ “الرجاء هو العيش مع المَيل نحو تجلّي الرب، ونحو اللقاء مع الرب. الرجاء هو العيش بجُهد دائم… حياة المسيحيّ هي “جهد نحوَ شيء ما”… جهد، وليس توتّر بسبب المشاكل: الجهد من قبل الروح القدس يوصلنا إلى الضفّة الأخرى، ويُبقينا ثابتين في الرجاء”.
وحذّر البابا في عظته قائلاً: “إنْ فَقَد المسيحيّ وجهة النظر هذه، تصبح حياته ساكنة. والأشياء التي لا تتحرّك وتبقى ساكنة تفسد… عندما تكون المياه راكدة، هي لا تتدفّق وتفسد. والمسيحيّ العاجز عن الحراك وبذل الجهد لبلوغ الضفّة الأخرى، ينقصه شيء ما، وسينتهي به الأمر فاسداً. بالنسبة إليه، ستكون الحياة المسيحيّة عقيدة فلسفيّة، وسيعيشها هكذا. سيقول إنّه مؤمن. لكن بدون الرجاء، لا يكون مؤمناً. من الصعب فَهم الرجاء. والإيمان يُشير إلى “قانون الإيمان” الذي نتلوه والذي يُعطينا أشياء “حسية ملموسة”؛ والمحبّة تقتضي فعل الخير حيال القريب والآخرين. لكنّ الرجاء هو أكثر الفضائل اتّضاعاً، فضيلة وحدهم الفقراء قد يتمتّعون بها”.
وتابع البابا مُصِرّاً: “إن أردنا أن نكون رجال ونساء رجاء، علينا أن نكون فقراء، غير متعلّقين بشيء. فقراء، ومُوجِّهين أنظارنا نحو الضفّة الأخرى. الرجاء متواضع، وهو فضيلة يتمّ العمل عليها كلّ يوم. فلنقل الأمور هكذا: كلّ يوم يجب الإمساك بهذه الفضيلة، وأخذ الحَبل للتأكّد من كون المرساة ثابتة والإمساك بهذا الحَبل باليد… الروح القدس يعمل فينا عبر أشياء صغيرة”.
وأضاف: “الرجاء حِرفة، وهو بحاجة إلى الصبر… صبر معرفة أنّنا نزرع، لكنّ الله هو الذي يجعل الزرع ينمو. وكالخمير في العجين، كالبذرة في الأرض، الرجاء فضيلة لا نراها: إنّها تعمل من الداخل… ليس سهلاً العيش في الرجاء، لكن يجب أن يكون الهواء الذي يتنفّسه المسيحيّ، هواء الرجاء. وإلّا، لا يمكنه أن يمشي ولا أن يتقدّم، لأنّه لن يعرف إلى أين يذهب”.
وختم الأب الأقدس عظته قائلاً: “من المؤكّد أنّ الرجاء يُعطينا ضمانة: الرجاء لا يُخيّب. أبداً! إن كان لديك رجاء، لا يمكن أن تخيب”.