كنا قد نشرنا يوم أمس الجزء الأوّل من المقالة التي تتحدّث عن الكتاب الجديد للبابا فرنسيس: “أمّنا الأرض. قراءة مسيحية حول تحدّي البيئة”.
https://ar.zenit.org/articles/%d9%84%d8%a7%d9%87%d9%88%d8%aa-%d8%ad%d9%82%d9%8a%d9%82%d9%8a-%d9%84%d9%84%d8%a5%d9%8a%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d8%ac%d9%8a%d8%a7-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d9%84%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d9%81/
واليوم، ننقل إليكم القسم الثاني منها:
لاهوت علم البيئة
ينتهي الكتاب بنصّ، بعنوان: “أمّنا الأرض”: يقدّم البابا فرنسيس منظورًا أوسع لا يقتصر على الاهتمام بالبيئة: إنه لاهوت إيكولوجيا حقيقي”، خطاب روحي عميق.
يُنظَر إلى الخلق كثمرة محبة الله، لكلّ مخلوقاته، بالأخصّ للإنسان الذي منحه نعمة الخلق، وهو المكان الذي نحن مدعوّون لاكتشاف وجوده”.
وفسّر أسقف روما: “إنها قدرة الاتحاد مع الإنسان الذي يحدّد حالة الخليقة (…). إنه الإنسان إذًا الذي يحدّد المصير في الكون”.
من جهة أخرى، إنّ الرابط بين الإنسان والخليقة يُعاش بالمحبة وهو على العكس يُفسَد إن فشل وإن لم يقدّر العطيّة التي مُنحَت له. “إنّ الاستغلال غير المسؤول للموارد بهدف الحصول على السلطة والغنى، بأيدي البعض يؤدّي إلى خلل يدمّر العالم والشعوب”.
حالة طوارئ وغفران
تساءل البابا ما إذا كان “حال الطوارئ البيئي الذي غرقنا فيه قد أصبح مناسبة للعودة إلى الوراء، اختيار الحياة ومراجعة النماذج الاقتصادية والثقافية التي تجعل من العدالة والمشاركة حقيقيين وفيهما يكون لكلّ إنسان حقوقه وكرامته.
ذكّر بما كان يقوله القديس يوحنا بولس الثاني: “إنّ من لا يملكون شيئًا يخاطرون بفقدان ماء الوجه، لأنّهم يختفون، ويصبحون أحد الأشخاص غير المرئيين الذين يعيشون في مدننا”.
في الواقع، استنكر البابا “هياكل الخطيئة” التي تنتج الألم وتلوّث البيئة وتجرح الفقراء وتهينهم، تعزّز منطق التملّك والسلطة”. بالنسبة إلى البابا فرنسيس، إنّ الثورة التكنولوجية والالتزام الفردي ليسا حلولاً كافية، لأنّ الوعي يتمّ اكتسابه بشكل أساسي من خلال “روح المشاركة الحقيقية”.