كانت “الصراعات المأساوية” في الشرق الأوسط في قلب خطاب المونسنيور برنرديتو أوزا (المراقب الدائم للكرسي الرسولي لدى منظّمة الأمم المتّحدة) والذي قال: “أصبح من الملحّ أكثر فأكثر أن يحترم المعنيّون التحديدات التي يفرضها القانون الدولي الإنسانيّ. وفي الواقع، من الأساسيّ حماية أمن وكرامة ضحايا النزاعات المسلّحة، وتأمين حماية للشعوب وللبُنى المدنيّة التي لا دفاع لديها”.
في التفاصيل، وبتاريخ 28 تشرين الأول 2019، أدلى المونسنيور أوزا إعلاناً أمام مجلس الأمن الخاصّ بالأمم المتّحدة، وذلك خلال نقاش عامّ كان مُكرّساً لموضوع “الشرق الأوسط، بما فيه المسألة الفلسطينية”، بحسب ما كتبته الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسيّ في زينيت.
وقد دعا أوزا إلى “وقف لإطلاق النار في اليمن حيث يبقى الوضع الإنساني مأساويّاً”. وشرح قائلاً إنّ “وقف إطلاق النار أساسيّ لوضع حدّ لمعاناة الشعب اليمنيّ. أمّا الاتّساق والصدق فيتطلّبان أن يكون النداء لوقف إطلاق النار حسياً، يُرافقه وقف في حركة الأسلحة في المنطقة. إنّ أسوأ أزمة إنسانيّة في العالم تحصل حيث هناك حركة حرّة للأسلحة والذخائر”.
ومع وصف الوضع المأساويّ في البلاد، أشار السفير البابويّ إلى أنّ “الأطفال يموتون من الجوع ومن قلّة توفّر مياه الشفة…”، مُضيفاً أنّ شهر أيلول كان الأكثر دمويّة هذه السنة، مع معدّل 13 قتيلاً كلّ يوم!
أمّا فيما يختصّ بسوريا، فقد شرح أوزا عن تشكيل لجنة دستوريّة كإشارة أمل، بالإضافة إلى بلوغ مرحلة مهمّة في الجهود الهادفة إلى إعادة الثقة بين السلطات السوريّة من جهة، وبين هذه السلطات عينها والمجتمع الدوليّ. “إلّا أنّ الأحداث الأخيرة التي حصلت شمال شرق البلاد تُولّد قلقاً، مع التذكير بأنّ البابا جدّد نداءه في 13 تشرين الأوّل بشأن مصير شعوب شمال شرق البلاد، والتي أُجبِرَت على ترك منازلها بسبب الأعمال العسكريّة”، مُجدِّداً طلبه الالتزام بشفافية للبحث عن حلول فعّالة.
وأخيراً، أعلن السفير البابويّ أنّه قلق حيال الوضع في فلسطين ، مُؤكِّداً أنّ الوضع الحاليّ أي “الإرهاب والتهديد والعنف، بالإضافة إلى اللجوء إلى القوّة من قبل قوى الأمن” يزيد من خطورة الوضع المتشنّج أصلاً.
وطلب أوزا أن يتمّ فعل المزيد لضمان الأمن والازدهار لجميع السكّان المُقيمين في إسرائيل وفلسطين قائلاً: “لقد آن الأوان أن يتمّ استخدام القرارات المُتّخَذة بشكل فعّال، للتوصّل إلى دولة فلسطينية تعيش بسلام وأمن إلى جانب دولة إسرائيل، داخل الحدود الآمنة والمُعتَرَف بها دوليّاً”.