عشيّة الأول من تشرين الثاني (أي في 31 تشرين الأول)، تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بعيد جميع القدّيسين، لتحيي في اليوم التالي تذكار الموتى، فتُقيم القداديس وترفع الصلوات طلباً لشفاعة القدّيسين، فيما يُضيء المؤمنون الشموع ويذهبون لزيارة المقابر، في محاولة للصلاة على نيّة كلّ من سبقونا إلى حضن الآب.
إلّا أنّ روح الشرّ في عالمنا الحالي حوّر هذا العيد، ونقل إلينا تقاليد غربيّة لا علاقة لها بتكريم القدّيسين، ولا بالصلاة للموتى، لا من قريب ولا من بعيد، وجعل من هذا اليوم “عيد هالوين”، جارّاً معه إلى الهاوية العديد ممّن انغمسوا في طقوسه، بدون أن يدركوا ماهيّتها. فهالوين هو أعظم أعياد كنائس الشيطان، وهو احتفاء بالموت وإجلال لإله الموت واحتفال انتصار الظلمة على النور، كما أنّه يجلب شروراً كثيرة ولعنات على المحتفلين به، والذين عن جهل منهم يتنكّرون لصورة المسيح التي خُلقوا عليها!
وفي اليوم الذي سنشهد على هذه الظاهرة التي ستجتاح هذه السنة أيضاً مجتمعاتنا، سنرفع الصوت قائلين إنّ هذا لا يصحّ، علّ صرختنا تلقى صدى… وسامعين!
فلنوضح بداية أنّ “هالوين” ليس عيد القديسة بربارة، حتّى ولو تنكّر الصغار والكبار في مجتمعنا الشرقي، وذهبوا للقيام بجولات. لكن كيف يفسّر مقسّم (طارد أرواح) هذه الظاهرة؟ وما رأيه بها؟
بناء على رأي الأب فنسنت لامبيرت الكاهن المقسّم الذي تدرّب في الفاتيكان، نقول إنّه من المهمّ أن يتذكّر الأهل الأصول المسيحية لهذا “العيد” بهدف الاحتفال بها كما يلزم، بدلاً من اللجوء إلى ما “يمجّد” الشرّ.
وبحسب ما كتبته ماري ريزاك في مقال أعدّته ونشره موقع وكالة كاثوليك نيوز أيجنسي الإلكتروني، قال الأب لامبيرت: “لا أظنّ أنّ هناك مشكلة ما بارتداء الأولاد زيّاً تنكّرياً كرعاة البقر أو الأميرات والتنقّل بين الجيران لطلب السكاكر، لكنّ الخطر يكمن في تحوير معنى العيد وفي ارتداء الأزياء التي تمجّد عمداً الشرّ وتبثّ الخوف والرعب في نفوس الناس، حتّى بالنسبة إلى من يعتقدون أنّهم يفعلون هذا للتسلية فحسب. ففي نهاية النهار، يكون الله قد ضاع في هذا كلّه، وضاعت معه الدلالة الدينيّة مع تمجيد الناس للشرّ”.
ويشرح الأب لامبيرت قائلاً إنّه “من المهمّ أن يدرك الناس أنّهم باحتفالهم بهذا النهار بحسب التقاليد الغربيّة، يكونون يدعون المزيد من الأرواح الشرّيرة إلى حياتهم! وبالمقابل، من واجب الأهل أن يجعلوا من هذا النهار يوماً تعليمياً حول هويّتنا المسيحية، ويوماً يشرحون فيه لأولادهم معنى عيد جميع القدّيسين: أي الاحتفال بالقدّيسين الذين في السماء، ليصلّوا في اليوم التالي أيضاً على نيّة راحة أنفس موتاهم.”
ويبقى الأهمّ أن ندرك جميعاً أنّ تلك التقاليد التي لا تشبهنا البتّة نحن المسيحيين، تجعلنا ننسى أنّنا نتجاهل أصول تذكار عيد جميع القدّيسين الذي بدأ الاحتفال به سنة 609، كما وأنّها مفاهيم خاطئة تعود إلى شعب وثنيّ كان يؤمن بإله الموت، الذي كانت جنوده وأرواحه تجوب الأرض ليلة عيده مُطالِبة بأن يتمّ استرضاؤها… كي لا تفعل الشرّ!!
فهل من سامِع؟؟