“الله يبكي عندما نبتعد عنه، وعندما نُدمّر أنفسنا بذاتنا عبر الخطيئة، فنكون ضائعين نجهل الاتّجاه الذي نذهب فيه. يسوع يبكي لأنّنا لا نسمح له بأن يُحبّنا”: هذا ما أكّده البابا فرنسيس صباح اليوم 4 شباط خلال عظته التي ألقاها من دار القدّيسة مارتا، بناء على ما كتبته الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسيّ في زينيت.
في عظته، تأمّل الأب الأقدس في دموع الملك داود بعد موت ابنه “يا ابني، لمَ لم أمت مكانك؟” وتساءل البابا: “لكن لمَ تبكي؟ ابنك كان ضدّك، وكان قد نكرك ونكر أبوّتك وأهانك واضطهدك، لذا احتفل لأنّك تغلّبتَ عليه”.
ثمّ شرح الحبر الأعظم أنّ “دموع داود هي حدث تاريخيّ، لكنّها أيضاً نبوءة إذ تُظهر لنا قلب الله وتُرينا ما يفعله الرب معنا عندما نبتعد عنه، وما يفعله عندما ندمّر أنفسنا بالخطيئة. الربّ أبٌ ولا ينكر أبداً هذه الأبوّة: يا ابني، يا ابني”.
وأضاف البابا: “وهكذا، إنّ الذهاب للاعتراف يعني الذهاب إلى الآب الذي يبكي لأجلي. إنّ الحب الأبويّ الذي يُكنّه لنا الله كبير إلى درجة أنّه مات عنّا. جعل نفسه إنساناً ومات عنّا… عندما ننظر إلى الصليب، فلنفكّر في جملة “لمَ لم أمت مكانك؟” ولنسمع صوت الآب الذي يقول لنا عبر الابن: “يا ابني، يا ابني”، لأنّه لا يُفاوض في أبوّته”.
وختم البابا عظته قائلاً: “في اللحظات السيّئة في الحياة، في لحظات الخطيئة والابتعاد عن الله، سينفعنا أن نسمع هذا الصوت في قلبنا: يا ابني، يا ابنتي، ماذا تفعل؟ لا تنتحر أرجوك. أنا مُتُّ لأجلك”.