اليوم، لا يزال مارون الناسك نابض بالحياة ويدعونا الى السعي لتحقيق الحياة، لكن ليس بالإبتعاد عن أهمية نشاطاتنا اليومية – إنما بربطها بما يكمن وراءها … بمصدرها، الحياة نفسها، الله!! هذه هي قمم قوروش لكل منا!!
كيف نصل إلى هناك؟ هذا هو بالضبط ما تحاول كل روحانية تستحق الاسم أن تعلمنا. وعلى الرغم من وجود اختلافات كثيرة في الطرق، إلا أن هناك أمراً تتفق عليه جميعها ومارون اليوم يدلنا عليه:
“فعل تحطيم الأصنام!”
ولرب سائل عن أي أوثان نتكلم مستهجناً وجودها في حياة المؤمن!
الحقيقة تكمن في أنّ الصنم هو أي شيء يستهلك الفكر والحياة ويمنعنا من محبة الله من كل كياننا وبالتالي تحقيق البعد الانساني فينا. ما أكثرها الأمور التي تستعبدنا: كبرياء الأنا المتضخمة، تأليه وجهة نظرنا، التضحية بكرامة الانسان من أجل تحقيق مبتغى رغباتنا واهدافنا… أن نحطم أًصنامنا و لا نستبقي لأنفسنا ولا حتى ذاك الصنم “الصغير” الأخير هو الخطوة التاسعة والتسعين المؤدية إلى جبل الرب… وعند هذه الخطوة بالذات نجح زهد أبينا الروحي مارون!
ذاك الناسك الذي عاش منذ ألف و ستماية عام و نيف، لا يزال يعلم كل منا اليوم، أن يتخلى عن كل ما يعرقل المسيرة صوب نبض الحياة ومصدرها. ينبّهنا إلى أهمية الجهاد الروحي والأمانة لإيمان يُحيي متأصلين بالعلاقة العامودية مع رب الاكوان فان بها تستقيم العلاقة الافقية مع الانسان.
من قمم قورش القديمة الى قمم قورش الخاصة بكل منا، هو نبض مارونَ يدعونا:
ان نرتفع عن ضيق منظارنا ولا نخاف ان نترك حضيض مصالحنا وتتطهّر مسارنا كي نختم بالخير مصيرنا!