Tableau de beatification, FC:

أبونا يعقوب: لا قداسة بدون محبّة

المريض موجودٌ دائمًا… لا بدَّ من وجود سامريّ أيضًا

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

هكذا كان أبونا يعقوب مجاهدًا…

 جاهد جهاد المسيحيّ، اتبّع المسيح، واقتدى بمَثَلِه….

 هكذا كان السّامريّ الصّالح، سلّم قائدة حياته – العناية الإلهيّة – وزناته كلّها، وأحلامه، وكلّ ما يريده، لبلوغ الفرح الحقيقيّ… سلك أبونا يعقوب أجمل الدّروب…

كان جنديًّا صالحًا، احتمل الآلام، وعاش التّضحية، كجنديّ صالحٍ للمسيح يسوع.

“شارِكْ في احتمال الآلام كجنديّ صالحٍ للمسيح يسوع” رسالة بولس الثّانية إلى تيموتاوس (2/3)

كان الكبّوشيّ رجاء رحمةٍ، في قلوب مشتاقة إلى ابتسامة حبّ…

حمل متاعب القريب، وراح يسعى إلى تنهدّات فرحٍ يقدّمها إليه… لأنّه تسلّح بالإيمان…

لأنّه آمن بالإيمان الفاعل، ذاك الإيمان الّذي يبثّ الحبّ في نفس القريب، من خلال الأعمال الصّالحة… لأجل ذلك، ألقى شباكه، وراح يصطاد… اصطاد النّفوس المتألّمة، والصّارخة إلى عيش الرّحمة، والفرح، والحبّ…

“المريض ليس رقمًا، إنّه شخصٌ بحاجة إلى الإنسانيّة” البابا فرنسيس

لأنّه الإنسان المحبّ… بحبّه كان بلسم جراح الكثير من المرضى… بتضحيته، ومثابرته، وشجاعته خفّف ثقل أتعابٍ أضنت حياة المتألّمين، وجعلهم يلوذون إلى رحمة الرّبّ…

 وحده الحبّ قادر أن يشفي الآلام…

وحده الحبّ قادر أن يحوّل العذاب فرحًا…

هذا الحبّ… ذاك الزّاد المبارك الذّي أهداه أبونا يعقوب، من أعماقه، إلى النّفوس المتألّمة، كي يساعدها لبلوغ الفرح الحقيقيّ.

“هنيئًا لمن يراعي المسكين، ففي يوم السّوء ينجّيه الرّبّ” (مزمور 41: 2)

تلك كانت عقيدة الكبّوشيّ الّذي أراد أن يحيا مشيئة الرّبّ، فوجد نفسه أمام مَهمّة مقدَّسة، ومقدِّسة، أراد أن يكون قريب المريض…

كان على ثقة أنّ المحبّة تبدأ بنا، لكنّها لا تنتهي فينا، بل تمتدّ إلى القريب، وهدفها هو شفاء النّفوس، وتقديسها.

     ليتنا نصل، من خلال سعينا اليوميّ، إلى تخفيف آلامٍ، تجرّح أشواكها نفس قريبنا… ليتنا نتأمّل المصلوب، ونستمدّ من خلال سرّ الفداء، ذاك الحبّ الذّي رفعنا إلى التّمتّع بفرح السّماء…

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير