قرّر البابا فرنسيس “إغناء مناهج التنشئة في مدرسة السفراء البابويّين المستقبليّين، عبر تحديد سنة كاملة مُخصَّصة للخدمة الإرساليّة في الكنائس الخاصّة الموجودة في العالم”، مُعتبِراً أنّه “اختبار نافع ليس فقط بالنسبة إلى الطلّاب الأكاديميّين الشباب، بل بالنسبة إلى الكنائس أيضاً، وهو اختبار سيُولّد الدعوة الإرساليّة لدى كهنة آخرين من الكنيسة الجامعة”.
في التفاصيل، وجّه البابا فرنسيس بتاريخ 11 شباط 2020 رسالة لرئيس الأكاديمية الحبريّة الكنسيّة المونسنيور جوزف مارينو حول المؤشّرات الجديدة لأجل تنشئة الكهنة المؤهّلين للخدمة الدبلوماسيّة لصالح الكرسيّ الرسوليّ، بناء على ما نقله لنا الزملاء من القسم الفرنسيّ في زينيت.
وكان الأب الأقدس قد تطرّق إلى هذه الإمكانيّة عندما تكلّم عن “أشياء لإصلاحها”، مع نهاية الجمعيّة العموميّة الخاصّة والتابعة لسينودس الأساقفة لأجل منطقة الأمازون.
إذاً، سيتعلّق الأمر، بالنسبة إلى طلّاب الأكاديميّة، باكتساب “اختبار شخصيّ في الرسالة خارج أبرشيّتهم الأم، مع مشاطرة الكنائس فترة من مسارِهم مع جماعتهم، عبر المشاركة في نشاطات الأنجلة اليوميّة، بهدف مواجهة التحديات المتزايدة التي تواجه الكنيسة في مختلف القارّات، بشكل إيجابيّ”.
من ناحيته، عبّر مدير تحرير دائرة التواصل التابعة للكرسي الرسولي أندريا تورنييلي عن قرار البابا بإدخال سنة في الرسالة على تنشئة الطاقم الدبلوماسيّ قائلاً: “دبلوماسيّو الفاتيكان يوسّخون أيديهم في الرعويّة وفي الكنائس الحدوديّة”.
وشرح تورنييلي هذه المبادرة مُتطرِّقاً إلى كلام البابا الذي كان قد اقتبس الجواب التقليديّ الكلاسيكيّ “لا، لستُ مُناسِباً لهذا”، مُجيباً أنّ الأمر يجب أن يخضع لإصلاح، إذ “يجب تنشئة الكهنة الشباب على الحماسة الرسوليّة للذهاب إلى الأراضي الحدوديّة، وعدم الاكتفاء بالتدرّب في السفارة فحسب، بل أن يكونوا أيضاً في خدمة أسقف مُعيَّن”.
كما وأشار تورنييلي إلى أنّ هذا القرار “يُمثّل تغييراً يحمل معنى، وعنصراً إضافيّاً لمنهج الدبلوماسيّين المستقبليّين… ستكون سنة من التغيير والتعب والاختبارات الجديدة، سنة ستسمح بفهم أفضل وأكثر عمقاً لحقيقة الكنيسة ومشاكلها وصعوباتها، لكن أيضاً رجائها وجمال يوميّاتها؛ سنة ستسمح للطلّاب ورؤسائهم وأساقفة الأبرشيّات بتمييز الدعوات بشكل أفضل، وسنة قد تُقنع أحدهم بإنجاز هذه الخدمة. سيكون هذا اختباراً سيُغيّر نظرة مَن سيكونون مدعوّين لتمثيل البابا في مختلف البلاد، مع الإشارة إلى أهمية مساعدة الحبر الأعظم عبر إرسال كهنة صالحين وكفوئين لخدمته”.
وختم تورنييلي شرحه قائلاً: “مرّة أخرى، يُذكّرنا فرنسيس بأنّ الكنيسة جمعاء، بما فيها الدبلوماسيّة، هي مُرسَلة، وإلّا فهي ليست كذلك”.