“أن نحبّ وأن نسامح يعني أن نعيش كمنتصرين. هذا هو التطرّف المسيحيّ الوحيد. وأكبر ثورة في التاريخ هي الحبّ”: هذا ما أكّده البابا فرنسيس خلال احتفاله بالقدّاس الإلهيّ في باري جنوب إيطاليا البارحة الأحد 23 شباط 2020، بناء على ما كتبته الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسيّ في زينيت.
في التفاصيل، وبعد أن التقى البابا فرنسيس أساقفة منطقة المتوسط في بازيليك القدّيس نيقولاوس، احتفل بالقدّاس في الهواء الطلق. ومُتأمِّلاً بجملة المسيح “أحبّوا أعداءكم، وصلّوا لمُضطهديكم”، قال الأب الأقدس: “إنّها الحداثة المسيحيّة وهذا هو الفرق المسيحيّ. الصلاة والحبّ: هذا ما علينا فعله… وبالنسبة إلى الحبّ حيال الجميع، لا نقبل الأعذار، ولا نُبشِّر بمراعاةٍ مُريحة. فالرب لم يكن مُجامِلاً ولم يقدّم تنازلات، بل طلب منّا “تطرّف” المحبّة”.
وشجّع البابا سامعيه في العظة قائلاً: “لا تهتمّوا بشرّ الآخرين وبمن يظنّون فيكم سوءاً. بل بالعكس ابدأوا بنزع السلاح من قلوبكم حبّاً بيسوع، لا سيّما عبر الكفّ عن التذمّر حيال كلّ ما لا يسير جيّداً. ففي الواقع، نكافح ثقافة الحقد عبر مكافحة التذمّر”.
وأضاف البابا: “إنّ منطق يسوع خاسر في عيون العالم، لكنّه رابح في عينَي الله. وسنكون خاسرين إن دافعنا عن الشريعة بالقوّة”.
ثمّ ختم البابا عظته قائلاً: “اليوم، إنّ يسوع ومع حبّه الذي لا حدود له، يرفع سقف إنسانيّتنا. فلنختر اليوم الحبّ، حتّى ولو كان مُكلِفاً، وحتّى ولو كان يجري عكس التيّار. لا ندعنّ الفكر المشترك يفرض شروطه علينا، ولا نكتفِيَنّ بأنصاف التدابير. ولنستقبل تحدّي يسوع وتحدّي المحبّة. عندها، سنكون مسيحيّين حقيقيّين وسيكون العالم أكثر إنسانيّة”.
Messe à Bari, capture Vatican Media