CTV

ما رمزيّة وضع الرّماد على الجبهة؟

زمن مبارك زمن الصوم

Share this Entry

نبدأ زمن الصوم والرماد على جباهنا. وفي هذا اليوم من السنة – بشكلٍ استثنائي- تتوافد اعداد كبيرة من المؤمنين لنيل الرماد؛ كثيرون بينهم هم اقل إلتزاماً بالطقوس إجمالاً وقلما الى الكنائس يترددون… مما يجعلنا نتساءل لماذا رتبة ذرّ الرماد شعبية جداً؟
يفيدنا الأب رولهايزر أن شعبيتها تأتي من حقيقة أنها، كرمز، صريحة، بدائية، ونموذجية، وتتحدث لغة الروح. هناك شيء داخل كل واحد منا يعرف تمامًا لماذا نأخذ الرماد:
“من التراب انت والى التراب تعود!”
الرماد هو التراب. وليس من قبيل المصادفة أنّ الرماد كان دائما رمزا أساسياً في الأديان. أن تضع رمادًا، أو أن تجلس وسط الرماد، يعني أن تقول لنفسك علنًا أنك، في وضعية التوبة، وأنّ هذا ليس “وقتًا عاديًا “! هناك أمر فطري يولد مع الروح البشرية يجعلها تدرك أنه، في كثير من الأحيان، يجب على الفرد القيام برحلة النزول، بعيداً عن زيف بعض التصفيق. وفي غمرة فقدان البريق وحين يخفت الحريق يبقى الرماد في صمته دعوة الى التواضع والى التوبة كي تستفيق.
وإذا كان الرماد يرمز إلى حياة محترقة وضعيفة، يرتسم الصليب إشارة الى المحبة المُخلِّصة.
فهلّم اليوم وبروحية التواضع والتوبة نمشي صوب الصليب في صوم حقيقي لا يزيد الجائعين على البَّر (الأرض) بل الجائعين الى البِّر!!
صوم فيه انقطاع عن كل ما يأخذ مكان الله المخلص في حياتنا.
صوم نتخلى فيه عمّا نظن ان فيه ضمانتنا وهو زائل لا يقدر ان يصوننا.
صوم يتكامل مع الصلاة التي هي انفتاح على علاقة البنوة والإنتماء لإلهنا؛
صوم يترافق مع صدقة تكون ترجمة لهذه البنوة حين نقارب الآخرين -لا سيما المحتاجين- كأخوة لنا!
بهذا نختبر الصليب جسر عبورٍ الى حياة لا تفنى والى قيامة من تراب منه جُبِلنا…
فليكن زمن مبارك على الصائمين وليكونوا بدورهم بركة على إخوتهم جميعا!

Share this Entry

ZENIT Staff

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير