أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء،
بينما نجتمع هنا للصلاة والتأمل من أجل السلام ومصير الشعوب الذين يجاورون البحر الأبيض المتوسط، على الجانب الآخر من هذا البحر، ولا سيما في شمال غرب سوريا، تحدث مأساة هائلة. يرتفع نداء قوي من قلوبنا كرعاة، إلى الجهات المعنية والمجتمع الدولي، كي يصمت ضجيج الأسلحة ويُسمع بكاء الصغار والعزّل؛ وكي توضَع جانبًا الحسابات والمصالح من أجل حماية أرواح المدنيين والعديد من الأطفال الأبرياء الذين يتحمّلون أعباء النتائج.
لنصلِّ إلى الرّب يسوع لكي يحرّك القلوب فيستطيع الجميع التغلّب على منطق المواجهة والكراهية والانتقام من أجل إعادة اكتشاف أننا إخوة، أبناء أب واحد، الذي يُطلِعُ شمسه على الأَشرار والأَخيار (را. متى 5، 45). لنلتمس من الروح القدس حتى يساهم كلّ واحد منّا، عبر أعمال محبّة يوميّة، في بناء علاقات جديدة، مستوحاة من التفهّم وحسن الاستقبال والصبر، وهكذا نهيئ الظروف لاختبار فرح الإنجيل ونشره في كلّ بيئة من الحياة. لتساعدنا مريم العذراء، “نجمة البحر” [أم الله القدّيسة] التي نعتبرها أعلى مثال في الإخلاص ليسوع وكلمته، على السير في هذا الطريق.
قبل أن نصلّي معًا صلاة التبشير الملائكي، أشكر من القلب جميع الأساقفة وجميع الذين شاركوا في هذا اللقاء حول المتوسّط حدود السلام؛ وكذلك الذين عملوا – وهم كثيرون! – بطرق مختلفة لنجاحه. شكرًا للجميع! لقد ساهمتم في نموّ ثقافة اللقاء والحوار في هذه المنطقة المهمّة للغاية من أجل السلام العالمي.
***********
© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2020
© Copyright – Libreria Editrice Vaticana