قد يكون الفنّ والخطّ وسيلة للأنجلة في باكستان: الأب آرثر تشارلز مقتنع بالأمر إلى درجة أنّه ابتدأ بوضع رايات ولافتات عليها آيات إنجيليّة بكتابات جميلة على جدران كنيسة القدّيس يوحنا في كاراتشي حيث يخدم، كوسيلة لنشر تعاليم الإنجيل.
وقد شرح الكاهن لوكالة فيدس الفاتيكانية، بناء على ما أورده القسم الإنكليزي من زينيت، أنّ “مِن أهداف هذه المبادرة جعل البشرى السارّة أقرب إلى شعبنا، لا سيّما المؤمنين المسلمين، كي يتعرّفوا على رسالة المسيح ويقدّروها”.
أمّا الفكرة بحدّ ذاتها فقد نشأت لديه منذ سنتين عندما لاحظ أنّ أمام الكنيسة، هناك مدارس كاثوليكيّة تضمّ عدداً كبيراً من الطلّاب الكاثوليك وغير الكاثوليك. وكلّ يوم، يمضي أهلهم وقتاً أمام الكنيسة في انتظارهم لإيصالهم في الصباح أو إحضارهم بعد الظهر. “من هنا، خطرت لي فكرة استخدام جدران الكنيسة لنشر تعاليم الإنجيل عبر فنّ الخطّ. ويمكن للناظر أن يقرأ مقاطع شعبيّة كصلاة الأبانا والسلام، بما أنّ الصور ليست شائعة جدّاً في هذا القسم من العالم. نحن نحاول نشر فنّ التعاليم المسيحيّة عبر الكتابة، ومن المهمّ جدّاً إظهار حسّ الجمال في الكنيسة”.
وبالإضافة إلى ذلك، وأمام مبنى المدرسة، هناك لافتة كبيرة عليها آيات إنجيليّة، تتغيّر بحسب الزمن الليتورجي والأحداث الدينيّة والاجتماعيّة، خاصّة وأنّ الكاهن لم ينسَ أنّ البابا فرنسيس شجّع في إرشاده الرسولي “فرح الإنجيل” استخدام الفنون في الأنجلة، “خاصّة بناءً على كنوز من الماضي”.
وختم كاهن الرعية شرحه لوكالة فيدس قائلاً: “تتضمّن الأنجلة جُهداً لتحويل ثقافة الجماعة التي نعيش فيها، بهدف خلق التناغم مع الإنجيل. ومن المهمّ جداً أن نعكس ما نحبّه. يمكننا استخدام الكلمات، لكنّ الفنّ المرئي طريقة بغاية الفعالية لجعل رسالة الله معلومة”.
لكن ما رأي الناس الذين يمرّون من أمام الكنيسة والذين ينتظرون أولادهم أمام المدرسة؟
قال أحد المؤمنين الذين يقصدون كنيسة القدّيس يوحنا: “ما مِن مثيل لهذا بعد في كاراتشي. بالنسبة إليّ وإلى العديد من الأشخاص، هذا اختبار جديد أقدّره حقّاً”.
أمّا مِن بين المسلمين، فقد قال أحدهم: “أولادي ارتادوا هذه المدرسة وأحفادي الآن أيضاً. ويسرّني كثيراً أن أقرأ الآيات من الإنجيل ووصايا الله على الجدران، فهي تُساعدني على فهم جمال الإيمان المسيحيّ”، فيما قال آخر: “آتي إلى هنا وأنتظر أولادي، فأقرأ الآيات ممّا يجعلني أتأمّل بمعناها. إنّها فكرة رائعة”.