البابا: الخدمة طريق للعَظَمة

ضمن عظته الصباحيّة من دار القديسة مارتا

Share this Entry

“مَن أراد أن يكون أوّل الناس، فليكن آخرهم جميعاً وخادماً لهم”: تلك كانت كلمات يسوع لتلاميذه في الفصل التاسع من بشارة القدّيس مرقس، وهي شكّلت محور عظة البابا فرنسيس ليوم الثلاثاء 25 شباط 2020 خلال القدّاس الذي احتفل به من كنيسة دار القدّيسة مارتا.

وهذه الكلمات هي التي حسَمَت جدال تلاميذ المسيح حول “مَن هو الأعظم”، فيما البابا طرح علينا فكرة كونها تحمل رسالة لنا جميعاً، بحسب ما نقله الزميل جيم فير من القسم الإنكليزي في زينيت.

“القلق حيال الدنيويّة والاهتمام بكوننا أهمّ من الآخرين والقول “لا، أستحقّ هذا، فيما ذاك الشخص لا يستحقّه”، هذه هي روح العالم. ومَن يتنفّسون هذه الروح، إنّما يتنفّسون روح العداوة مع الله”.

وتابع البابا شرحه قائلاً: “في مقطع آخر من الإنجيل، قال يسوع لتلاميذه “مَن ليس معي فهو عليّ”. وليس هناك مِن مساومة في الإنجيل. عندما يودّ أحدهم العيش بحسب الإنجيل مع المساومة على بعض الأشياء، يجد نفسه في النهاية مع روح العالم، التي تبحث بدورها عن المساومة بهدف السيطرة وبلوغ العَظَمة”.

كما وحذّر الحبر الأعظم في عظته من مخاطر الحسد والرغبة في السلطة، قائلاً إنّ “الإصابة بمرض العولمة قد يؤدّي إلى أعمال مُريعة، حتّى الحرب”. وأضاف: “هذه هي روح العالم، وهي ليست مسيحيّة. عندما يقول أحدهم “لا، إنّه دوري، وعليّ أن أكسب مالاً أكثر وأن أنعم بالمزيد من السُلطة” يكون مُصاباً بروح العالم. ثمّ هناك شرّ الكلام: الثرثرة. وما مصدرها؟ الحسد. إنّ أكبر مَن يحسد هو الشيطان، ونعرف ذلك لأنّ الأمر مذكور في الكتاب المقدّس. مصدر الثرثرة الحسد. وعبر حسد الشيطان، يدخل الشرّ إلى العالم. الحسد يدفعنا إلى التدمير والتكلّم بالسوء والقضاء على الآخرين”.

وختم الأب الأقدس عظته بالتشديد على أنّ الأعظم في الكنيسة هم مَن يخدمون: “مَن الأعظم في الكنيسة؟ البابا أو الأساقفة أو المونسنيور أو الكرادلة أو الرعاة أو رؤساء الجمعيّات؟ لا! الأعظم في الكنيسة هم مَن يجعلون أنفسهم خدّاماً للجميع، مَن يخدمون الجميع، وليس مَن لديهم ألقاب. ولمساعدتنا على فهم هذا، حمل يسوع طفلاً ووضعه في الوسط قائلاً: “مَن يستقبل طفلاً، يستقبلني أنا”. أي، مَن يخدم الأكثر اتّضاعاً هو مَن يخدم الأعظم. هذا هو الطريق، وهو الطريق الوحيد ضدّ روح العالم. الاتّضاع هو الطريق، مع خدمة الآخرين واختيار المكانة الأخيرة، وليس تسلّق السلّم صعوداً”.

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير