قال البابا في كلماته الافتتاحية للعظة اليوم في دار القديسة مارتا بإنّ “هذه الأيّام الحزينة والكئيبة تسلّط الضوء على العديد من المشاكل الخفيّة”.
وأشار في حديثه إلى صورة موجودة في الصحف اليومية، التي وبحسب ما قال لمست قلبه: “الكثير من المشرّدين في المدينة، ممدّدون في موقف للسيارات… يوجد الكثير من المشرّدين في عالمنا اليوم”.
ودعا المؤمنين إلى الطلب من القديسة تريزا دو كالكوتا أن توقظ فينا شعور القرب من العديد من الأشخاص، الذين يعيشون في الحياة اليومية، مختبئين في المجتمع مثل المشرّدين الذين يعانون بشكل خاص في هذا الوقت من الأزمة.
لقد اختارنا الله
فسّر البابا في عظته، أنّ على المسيحيين أن يكونوا مدركين أنّ الله اختارنا، فرحين لأنهم يسيرون في طريق الخلاص، وأمينين للعهد. علّق البابا على قراءات اليوم، من سفر التكوين ومن إنجيل القديس يوحنا، أشار البابا إلى أنّ القراءتين تركّزان على شخصيّة إبراهيم، والعهد مع الله وكيف أنّ يسوع “أعاد الخلق” من خلال مغفرة خطايانا.
وقال: “لقد وعدنا الربّ وطلب منا أن ندخل في عهد معه، عهد من الأمانة”. وفسّر البابا: “نحن مسيحيون لأنّ الله اختارنا، ونلنا وعد خصوبة فيجب علينا أن نجيب عليه بالأمانة للعهد”.
شهادة العماد لا تجعل منك مسيحيًا
“المسيحي هو ليس شخصًا يظهر شهادة عماده فحسب. شهادة العماد هي مجرّد ورقة. أنت مسيحي إن قلت “نعم” لاختيار الله، إن كنت تحترم الوعد الذي صنعه الله معك وإن كنتَ تعيش العهد مع الله. هذه هي الحياة المسيحية”.
فسّر البابا أنّ خطايانا لها هذه الأبعاد الثلاثة: “عدم قبولنا للاختيار وعبادتنا للأصنام، عدم الرجاء في الوعد ونسيان العهد. إنّ درب المسيحي هي الإدراك بأنّ تمّ اختيارنا وأن نفرح بالسير نحو الوعد وأن نعيش الأمانة في تحقيق العهد”.
وأصرّ البابا بأنّ الله يتذكّر دائمًا وعده ولا ينسى أبدًا شعبه. هو ينسى في حالة واحدة، عندما يغفر خطايانا. وبعد أن يغفر هو يفقد ذاكرته. هو لا يتذكّر تلك الخطايا. في حالات أخرى، الله لا ينسى. أمانته هي الذكرى. أمانته لشعبه ولابراهيم هي أيضًا ذكرى لكلّ ما صنعه. لقد اختار الله إبراهيم لكي ينطلق ويسير. إبراهيم هو مختار من الله وفي هذا الاختيار، أعطاه الله وعدًا بالنسل.
واختتم البابا فرنسيس عظته قائلاً “بإنّ هذا هو الإلهام الذي تعطينا إياه كلمة الله اليوم حول حياتنا المسيحية، لكي تكون على مثال حياة إبراهيم أبانا: مدركين اختيار الربّ لنا، وفرحين في السير نحو الوعد وأمناء في تحقيق العهد”.