إعتدنا بأن لدينا الحق في امتلاك كل ما يأتي إلينا … باتت نِعمنا “تحصيل حاصل”.
ألا نتعب في تحصيل بعضها أو ليس بعضها الآخر “ميراثنا الشرعي” من إختراعات وتسهيلات وصولاً الى الروحانيات و الصلوات… وفي عدم إمتناننا غرقنا في أنانياتنا وأصبحنا عن حاجات كل آخر عميانا!
و أتت كورونا… وساوت بيننا في ضرورة نزع عمانا!
ضرورة ان ننتبه لنِعَمنا ولمن هم حولنا. تصل التقارير عن الأرض التي تتنفس حين كف الإنسان- ولو مجبراً- أنانية حركته. الدلافين عادت الى بيئتها الطبيعية التي هُجّرت منها، وإستردت الكثير من الطيور مساحتها وتحركت بلا خوف….
لقد خنقنا أرضنا التي وضعها الرب بين ايدينا أمانة. نستلمها من اجيال غابرة وواجبنا تسليمها للأجيال القادمة آمنة. ولكننا سلباَ تسلطنا وتعامينا عن مصلحة العامة. عشنا ولو على حساب غيرنا… دمرنا بيئتنا والضعيف بيننا!
أليس غريب أنّ كورونا تخنقنا كما خنقنا أرضنا ومن عليها؟
و”حجاب البذخ” على عيوننا، ألم نسكت صرخة المحتاج من بيننا؟
وحين إعتقدنا أننا تقدمنا…ألّهنا ذواتنا وأسقطنا إلهنا!
اليوم، فيروس لا يُرى كشف عمانا!
فهل من خلاص لنا؟
قال يوماً الشاعر والكاتب الفرنسي تشارلز بيغي أنه عندما نصل إلى أبواب السماء فسوف يكون لنا سؤال موّحد: “Mais ou sont les autres؟” (“ولكن أين هم الآخرون؟”)
اليوم في هذا السؤال مفتاح جواب لإنسانيتنا…
ماذا عن الآخرين؟
فعندما نخلق لهم سماء… تكون لنا!
في هذا اليوم، فلنندم على عمانا ولنكتشف وجه الرب الرحيم الرحمنَ ولنجدد له صرختنا ولا نكن ممن يعرقل خير إخوتنا. الرب هنا ينتظرنا … لم يتعب من شفائنا!
ولكنه دائماً يقدس حريتنا، فيسأل: “ماذا تريد أن أصنع لك”؟!
فليتنا نجيب: “رابوني، أعد لنا نورك … فعنه إبتعدنا”
عندها – حتماَ – سنختبر كيف أنّ الإيمان يخلصنا.
فيروس لا يُرى كشف عمانا
ولكن أين هم الآخرون؟