واليوم أيضاً يودّ السيّد أن يدخل المدينة… لا تلك الشوارعها فارغة
إنّما مدينة قلب كل منّا… فهل نستقبله ؟! كيف وبماذا؟
هل بالتحسّر على غياب فرصة استعراض ثياب أولادنا؟
أم بلباس تواضع قلوبنا تصرخ له “أهلاً! ولو لم نكن لحلولك بيننا أهلاً”؟!
كيف نستقبله؟ أَمَلِكاً صولجانه عصا يضرب بها عقابا” أو عصا ساحراً بها يحقّق لنا الأماني عجباً؟
أم نستقبله ملكاً إكليله – حبّاً بنا – شوكاً قبله من أرضٍ لعنتها خطايانا فأراد أن يُعيدها لنا بركةً؟
كيف نستقبله؟ أمجرّد محرراً من أمراض وأوبئة… أو من كلّ من نوصّفه “عدوّاً”؟
أم نوسّع بصيرتنا ونعطيه حقّه كمحرّر من كلّ وهم يدمر لنا الآن وما فوق الزمن؟
هل نستقبله بالتذمّر الذي بات غالباً؟
أم بالهوشعنا واثقين أنه المخلّص المعطي – حتّى بعد القبر- حياةً؟
اليوم أيضاً يودّ السيّد الدخول “علانيةً”: فهل نرضى أن يملك و نعكس حضوره للآخرين نوراً لا نقداً ولا تهويلاَ؟!
اليوم أيضاً يودّ السيّد أن يحلّ سلاماً: فهل نرضى أن نكون سلامه – أينما حللنا – نعمةً؟!
اليوم أيضاً يودّ السيّد أن يكون في وسطنا: فهل ندرك أننا – ولو قهرنا الزمن وأبعدنا عن كنائسنا وقتاً – نبقى نحن حجارة حيّةً و بيتاً روحياَ؟!
اليوم أيضاً يودّ السيّد أن نكون له شعباً: فهل نرضى أن نفي بوعد الـ”نَعَم”؟! أم نقع في هتاف التكبير اليوم ونصرخ “اصلبه” غداً؟!
فليكن اليوم كلّ مسكنٍ شمعةً وكلّ فمٍ تهليلاً وكلّ يدٍ من الزيتون أغصاناً وكلّ قلبٍ طفلاً يبتسم فرحاً.
فالآتي باسم الرب لم يكن يوماً سوى “خلاصاً”!!!
يودّ السيّد أن يدخل المدينة… فكيف نستقبله؟
تأمّل في ظلّ قيودنا