لا تندهش من العنوان، فلن أتحدث اليوم عن الأعداد المتزايدة لإصابات فيروس كورونا ولن أتحدث عن حالة الذعر والهلع الحالية، بدلاً من ذلك، أود أن أقول لكورونا شكراً، أدرك أن الأمر يبدو غريباً، فقد شكّل هذا الفيروس تهديداً عالمياً وأزمة نواجهها جميعاً، فهزّ موازين العالم، ودخل الوطن بدون فيزا ولا تصريح، ملوحاً بانهيار النظام الاقتصادي المالي وبارتباك في العلاقات الدولية والاجتماعية والشخصية والتجارة العالمية، إنه حرب عالمية لكن دون أسلحة وراح ضحيته للأسف العديد من الأرواح، لقد غيرّت جائحة كورونا عالمنا بالفعل، إن لم يكن بالكامل فبشكل جزئي، حيث كنا نعتقد أننا محصنّين، لكن صفعة كورونا حطمت كل الأساطير وجعلتنا نُعيد التفكير بأن كل شيء في هذه الحياة قابل للخسارة في لمحة بصر، وبالرغم من كل هذا الألم والرعب فما فعله هذا الفيروس أنه كسر كل أغلال التفوّق ووحّد الإنسانية جمعاء على الكرة الأرضية، فأظهر لنا أننا متشابهون مشاعرنا وصراعاتنا هي نفسها، ولذلك شكراً.
شكراً لأنك جمعت الأسرة الأردنية معاً وأبرزت صورة الأردن المتعاضد والمتكاتف مع جلالة الملك والحكومة الرشيدة.
شكراً لأنك أعلنت للعالم أجمع أن الأردن النموذج قوي بنظامه وإنسانيته وعمله الوطني.
شكراً لأنك جعلتنا ندرك أن كل بيت يمكن أن يصبح كنيسة جديدة وجامع جديد بالصلاة معاً ورفع الأدعية من أجل الانسانية.
شكراً لأنك ألهمتنا للتخلي عن أنانيتنا وللتضحية من أجل حماية الذات وحماية الآخرين.
شكراً لأنك كنت نداء الاستيقاظ الذي ذكّرنا بمدى هشاشة هذا العالم الذي نعيش فيه.
شكراً لأنك جمعت العائلة ووحدت الأسرة في وقت كنا قد نسينا فيه جمال التلاقي.
شكراً لأنك أكدت لنا أن “الإنسان أغلى ما نملك”.
شكراً لك كورونا لتقريبنا جميعاً.
أعزائي، تواجه البشرية اليوم أزمة حادة بسبب هذا الفيروس، بالتزامنا اليوم وبالتضامن مع قواتنا المسلحة الباسلة وأجهزتنا الأمنية وكوادرنا الطبية (الجيش الابيض) التي تصل الليل بالنهار سنقاتل هذا الوباء من أجل كل شيء جميل، من أجل عائلاتنا، من أجل وطننا ومن أجل الإنسانية، وكما يختتم وزير الدولة لشؤون الإعلام الإيجاز الصحفي بهذه الجملة الرائعة أدعوا لكم أيضاً “حماكم الله، وحمى صحّتكم، وأحبّاءكم، وحفظ الوطن وقيادته، والإنسانيّة جمعاء من شرّ هذا الوباء”.