“الله يُعاني من مرض الرحمة”: هذا ما أكّده البابا فرنسيس في الحلقة الثامنة من برنامج “نؤمن” حول موضوع “الحياة الأبديّة”، والتي عُرِضَت مساء أمس الاثنين 6 نيسان 2020 على شبكة مؤتمر أساقفة إيطاليا TV2000 بناء على ما كتبته الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسيّ في زينيت.
ومِن أبرز ما قاله الأب الأقدس عن الله: “إن ذهبتَ إليه وخفضتَ نظرك خجولاً، هذا يكفيه”. وأضاف: “لم أختبر يوماً الدينونة لكن أعتقد أنّ الرب سيحكم عليّ مثل الآخرين، فيما يقبّلني ويقول لي: “لقد كنتَ مخلصاً هنا؛ وفي مكان آخر لم تكن الأمور جيّدة ولم تُحسن الفعل، لكن تعال فلنفرح ولنحتفل لأنّك وصلتَ إلى هنا”… لا أفكّر في يوم الدينونة على أنّه حصيلة نرفعها لله قائلين: فعلتُ هذا وفعلتُ ذاك… أعتقد أنّ كلّاً منّا سيقترب من هذا الجمال منبهِراً ومُطأطأ الرأس في الوقت عينه بسبب خجله، ليشعر بمعانقة الرب ثمّ لينظر إليه… أظنّ أنّ الرب سيغفر معاصيّ بل أنا متأكّد من ذلك، لأنّ الرب يُعاني مِن عَيب… عيب عدم التمكّن من عدم المسامحة! ومرضه هو الرحمة! ولن أتجرّأ على النظر إليه بدون أن يكون قد قبّلني… لعلّها مخيّلتي، لكن هذا ما أشعر به”.
ومع إشارته إلى أنّ مرض الله هو الرحمة، تابع البابا: “لا أقول هذا لأشجّع الناس على ارتكاب الخطايا، لكن لكي يفكّروا في هذا الأمر ويبكوا إذ لديهم إله كبير وبهذا الجمال! إن اعتقد أيّ إنسان أنّ أباه مريض، يقترب منه ويحبّه أكثر بعد. والله مريض رحمة. لكن إن خضع الإنسان في حياته إلى لقاح ضدّ رحمة الله، يكون الأمر قد انتهى”.
ودائماً في سياق الحلقة، أشار الأب القدس إلى “رقّة أخرى خاصّة بالله وهي أمّه” قائلاً: “غالباً في الحياة وفي اللحظات الصعبة نذهب إلى أمّنا لمخاطبتها وليس إلى أبينا… ربّما لأنّنا نخاف… وربّما لأنّ الأمّ تفهم، فهي رمز حنان الله. فالعذراء تُكرّر ما فعلته في قانا، إذ تُكلّم ابنها عنّا، عن كلّ واحد منّا. عندما نُصلّي، هي تخاطب ابنها. ولا يمكنها فعل شيء إلّا مخاطبة ابنها”.
وختم البابا الحلقة داعياً المؤمنين إلى “العودة إلى الحنان الذي هو ضعف الأمّ” قائلاً: “فلندع العذراء تُداعبنا… فلنصلّ لها ولنتوسّلها ولننظر إليها ولندعها تنظر إلينا، وهي ستُدخلنا الجنّة”.