البابا: أن نرى الفقراء يعني أن نعيد لهم إنسانيّتهم

الجزء الثالث من مقابلة البابا مع الصحافي البريطاني

Share this Entry

تحدّث البابا في الجزء الثالث والأخير من مقابلته مع الصحافي البريطاني عن أنّ هذا الوقت هو مناسب “لكي نرى الفقير… أن نكتشف العديد من الأشخاص المهمّشين… إنهم هنا، ونمرّ بجانبهم إنما لا نراهم. إنهم جزء من المشهد بالنسبة إلينا، هم أشياء! أن نرى الفقراء يعني أن “نعيد لهم إنسانيّتهم”.

ثمّ ذكر المذكّرات حول البيت الميت لدوستويفسكي، حيث يسيء الحرّاس معاملة جثة سجين مات للتوّ، واقتبس البابا ما أتى في كلام سجين آخر يدافع عنه: “”كفى! هو أيضًا له أمّ!” كلّ فقير “له أمّ”، “إنما “نحن نطرد الفقراء، نرفض أن يكون لهم حق الحلم بأمّهم”. وبالتالي، فإنّ الأمر يتعلّق بالانتقال من “مجتمع غير مبالٍ بألم الفقير. إن لم نبدأ من هنا فلن يكون للاهتداء سبيل”.

“قوموا بواجبكم الكهنوتي”

كيف على الكنيسة أن تخرج من هذه الأزمة؟ وأجاب البابا: “أن تكون أقلّ بالرسوم البيانية، مما يعني كنيسة “غير مؤسساتية”: “الكنيسة هي مؤسسة وإلاّ فهي “غنوصيّة”. وأعطى البابا مثالاً: “منذ بضعة أسابيع، دعاني أسقف إيطاليّ. قال لي بإنه يذهب من مستشفى إلى آخر ليعطي الحلّة لكلّ من كانوا في الداخل، الذين كانوا مطروحين في الردهات. إنما كان يُقال له أنّ الحلة هي غير مسموحة إلاّ عبر الاتصال المباشر. فسألني الأسقف رأيي: “ما رأيكم أيها الأب الأقدس؟” فأجبت: “أيها المونسنيور، قم بواجبك الكهنوتي!” وأجابني: “شكرًا، فهمت”.

بعبارات أخرى، إنّ الكنيسة هي حريّة الروح في هذا الوقت أمام أزمة ما، وليست كنيسة منغلقة في المؤسسات. وهذا لا يعني أيضًا أنّ الحقّ الكنسيّ هو غير مفيد… إنما معنى الحقّ الكنسيّ يكمن في خلاص النفوس، وهذا هو المكان الذي يفتح الباب فيه حتى تتمكّن من الخروج وتقديم عزاء الله في اللحظات الأكثر صعوبة”.

Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير