خلال قدّاسه الذي احتفل به صباح اليوم الاثنين 3 نيسان 2020 من دار القدّيسة مارتا، دعا البابا فرنسيس إلى الصلاة “على نيّة المسؤولين السياسيّين والحكّام والعلماء الذين بدأوا يدرسون طرق الخروج من الوباء أي فترة “ما بعد الوباء”، لكي يجدوا الطريق الصحيح والعادل الذي يجب سلوكه بوجهه، عبر اختيار حلول مؤاتية ومُناسِبة للشعوب”، بناء على ما نقلته لنا الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسيّ في زينيت.
Messe du lundi de Pâques 13 avr. 2020, capture @Vatican Media
أمّا في عظته، فقد شرح الأب الأقدس الخيار الذي يطرحه إنجيل اليوم (بحسب الطقس اللّاتيني) بين رجاء قيامة يسوع والحنين إلى القبر، بناء على البشارة بحسب القدّيس متى (28 : 8 – 15).
شهادة النساء
قرأ الحبر الأعظم الإنجيل الذي يُخبرنا كيف ظهر المسيح القائم من الموت على نساء، وحثّهنّ على الطلب من التلاميذ التوجّه إلى الجليل حيث سيتمكّنون من رؤيته، قائلاً: “انطلقت النساء لحمل الخبر للتلاميذ. الله يبدأ دائماً مع النساء لأنّهنّ يفتحن الطرق. لم تشكّ النساء، فهنّ عرفن ذلك ورأين المسيح ولمسنَه، كما ورأينَ القبر الفارغ”.
ثمّ أشار البابا إلى الخيار الأساسيّ الذي يدعونا الإنجيل إلى اتّخاذه، إذ يُظهر لنا “خياراً لكلّ يوم، خياراً إنسانيّاً موجوداً منذ ذاك اليوم: الاختيار بين الفرح ورجاء قيامة المسيح، وبين الحنين إلى القبر”.
الخيار لصالح خير الشعوب
في السياق عينه، جعل البابا الإنجيل “حديثاً” يُحاكي وضعنا الحاليّ: “اليوم أيضاً، وبوجه نهاية الوباء التي نأمل أن تكون وشيكة، لدينا الخيار نفسه: إمّا أن نُصوّب أنظارنا إلى الحياة وقيامة الشعوب، أو إلى إله المال أي العودة إلى قبر الجوع والعبوديّة والحروب ومصانع الأسلحة والأولاد الذين لا يتعلّمون… هذا هو القبر… ولنتذكّر دائماً أنّ يسوع قال بوجوب عدم عبادة ربَّين: الله والمال”.
وأضاف: “الكهنة وكتبة الشّريعة اختاروا في وقتها الطريق الآخر، ذاك الذي قدّمه لهم إله المال، بحيث رشوا حرّاس قبر المسيح طالبين منهم أن يقولوا إنّ تلاميذه أتوا وسرقوا جسده فيما كانوا نيام. هذا هو طريق الفساد”.
وختم البابا عظته بصلاة: “فليُساعدنا الرب دائماً، في حياتنا الشخصيّة كما الاجتماعيّة، على اختيار الإعلان المفتوح دائماً على الأفق، والذي يُؤدّي بنا انتقاء خير الشعوب، وكي لا نقع أبداً في قبر إله المال”.
ومع نهاية القدّاس، حصل السجود المعتاد للقربان الأقدس، وبعده تلاوة الصلاة المريميّة.