“لوكا يا أخي العزيز، أشكرك كثيراً على رسالتك التي وصلتني. وأشكرك على الإشفاق الذي تشعر به حيال العديد من الآلام. أشكرك على شهادتك التي تفيدني كثيراً”: بقلمه، كتب البابا فرنسيس رسالة بالإيطاليّة بتاريخ 10 نيسان 2020، وجّهها إلى لوكا كازاريني رئيس المهمّات الإرساليّة في منظّمة Mediterranea Saving Humans الخيريّة، وهي منصّة تُساعد المهاجرين في المتوسّط، بناء على ما ورد في مقال أعدّته الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسيّ في زينيت.
وقد نشر موقع المنظّمة المذكورة الرسالة التي وجّهها البابا إلى “الحركات الشعبيّة”، فيما نشرتها أيضاً جريدة “أفينيري” التابعة لمؤتمر أساقفة إيطاليا، مع العِلم أنّ لوكا كازاريني كان قد راسل البابا في 9 نيسان، شاكِراً إيّاه على “البركة الاستثنائيّة لروما والعالم” والتي حصلت بتاريخ 27 آذار الماضي.
وفي رسالته، عبّر الحبر الأعظم عن قُربه من لوكا ومن رفاقه، شاكراً إيّاهم على كلّ ما يفعلونه، ومُضيفاً: “أودّ القول إنّني مستعدّ دائماً للمساعدة. اتّكلوا عليّ، وأتمنّى لكم عيد فصح مباركاً. أنا أصلّي لأجلكم وصلّوا أنتم أيضاً لأجلي. فليُبارككم الرب ولتحفظكم سيّدتنا مريم العذراء”.
أمّا فيما يختصّ بالشقّ التضامنيّ مع الحركات والمنظّمات الشعبيّة ضمن الرسالة، فقد حيّى الأب الأقدس جيشاً “أسلحته هي التضامن والرجاء والأمل وروح الشراكة، جيشاً يُحيي كلّ شيء في حقبة لا يمكن لأحد أن يُنقذ نفسه لوحده”. كما وحيّى البابا هذه المنظّمات “التي تجد نفسها في أوضاع صعبة بوجه الوباء”، قائلاً إنّ “صمودها يُعلّمه الكثير، ومُطالِباً بإعادة وضع الإنسان في قلب الأنظمة والتفكير في رواتب ذات أسس عالميّة”.
كما وأمل الأب الأقدس في رسالته “ظهور إصلاح كبير بعد هذه التجربة، واستيقاظ الضمائر النائمة ووضع حدّ لعبادة المال”.
ولم ينسَ البابا ذكر المصاعب التي يواجهها البعض بسبب الحَجر قائلاً: “كم يصعب البقاء في المنزل بالنسبة إلى مَن يعيشون في مساكن بغاية الصغر وبحالة سيّئة أو مَن ليس لديهم منزل ومأوى!”