يجيب الكتاب نفوسنا: “لماذا تبحثن عن الحي بين الأموات؟ انه ليس ههنا، بل قام” …
و” ها هو يسبقكم إلى الجليل. هناك ترونه.”
إلى الجليل. لماذا الجليل؟ ما هو الجليل؟ وكيف نصل الى هناك؟
في الأناجيل ، الجليل ليس مجرد موقع جغرافي، مكان على الخريطة. إنه أولاً مكان في القلب.
يقول الأب رولهايزر أنّ الجليل هو مكان الحلم وطريق التلمذة الذي سار به التلاميذ ذات مرة مع يسوع وانه ذاك المكان والزمان حيث كانت فيه قلوبهم مشتعلة بالأمل والحماس. والآن ، بعد الصلب، وهم يشعرون أن الحلم قد مات، وأنّ إيمانهم مجرد خيال، يُطلب منهم العودة إلى المكان الذي بدأ فيه كل شيء: “إلى الجليل…. هناك ترونه! “
ويعودون إلى الجليل، إلى الموقع الجغرافي وإلى ذلك المكان العزيز في قلوبهم حيث كان يشتعل حلم التلمذة. وكما وعدهم، يظهر لهم يسوع. لا يظهر تمامًا كما كان من قبل، أو بشكل متكرر كما تتمنى قلوبهم، لكنه يظهر أكثر من مجرد شبح وذكرى. المسيح القائم حقيقي: روحي نعم ولكن ايضاً جسدي بما يكفي لأكل السمك، حقيقي بما فيه الكفاية ليتم لمسه كإنسان، وقوي بما يكفي لتغيير حياتهم إلى الأبد. في النهاية هذا ما تطلبه القيامة منّا: العودة إلى الجليل، والعودة إلى الحلم والأمل والتلمذة التي ألهبتنا ذات مرة ولكنها ضاعت الآن بسبب صليب وخيبة وموت… من أي نوع كان.
حين يصلب الحلم، إيانا والإبتعاد أو الإحباط …. وحين نعجز أن نرى القبر الفارغ في “القدس” يدعونا الرب الى العودة الى “الجليل” …
اليوم ونحن لا نزال نتخبط في خيباتنا وتؤلمنا صلبان آمالنا…
كم هو سهل أن نعلن ان الخلاص مات
و نسرع الى تحنيطه كالنساء اللواتي ذهبن الى القبر مبكرات …
ولكن الرب قائم والقبر فارغ ولا حاجة أن نطيّب من هو ليس في عداد الأموات…
اليوم – كتلاميذه – صباح القيامة لا زلنا غرقى في إحباط:
فالواقع أليم و يربطنا أي رباط!
و لكن هناك واقع أعظم يدعونا: فهلمّوا نعود الى تلمذتنا المهجورة… فهناك:
خلاصنا يضرب لنا موعداً لنعاين مجدداً رب الحياة!