“مريم المجدلية هي أيقونة الأمانة” هذا ما شدّد عليه البابا فرنسيس اليوم أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا، في 14 نيسان 2020، ثلاثاء الفصح. وقال: “هي لم تنسَ يومًا ما فعله الربّ من أجلها. كانت هناك، أمينة، أمام المستحيل، أمام المأساة مريم المجدليّة هي رسولة الرّسل! كانت تتحلّى بأمانة جعلتها تفكّر بأنها قادرة أن تعيد جسد الربّ… (راجع يو 20: 15)، امرأة ضعيفة إنما أمينة.
وأضاف: “غالبًا جدًا، عندما نشعر بأننا واثقون من أنفسنا، نبدأ بالقيام بمشاريعنا الخاصة ونبتعد رويدًا رويدًا عن الربّ فنفقد أمانتنا له”. وعندما نتحلّى بضمانتنا الخاصّة نفتح الباب للأصنام. الثقة بالذات ليست أمرًا سيئًا بل هي نعمة. من الجيّد أن يتحلّى المرء بالثقة إنما ينبغي أن تكون الثقة متمحورة حول الربّ، بأنه معي وألاّ أكون أنا المحور”.
علّق البابا على عظة بطرس في يوم العنصرة التي تقدّمها الليتورجيا بحسب الطقس اللاتيني: “هذا الذي صلبتموه أنتم، قد جعله الله ربًا ومسيحًا” وعندما تفطّرت قلوبهم لسماعهم هذا الكلام، طلب منه بطرس أن يتوبوا ويغيّروا حياتهم”. وأشار البابا إلى الارتداد الذي هو العودة إلى الأمانة وهو موقف غير اعتيادي في حياة الناس وفي حياتنا، طالبًا عيش الأمانة في كلّ الظروف.
وسأل البابا: “لنطلب من الربّ اليوم نعمة الأمانة: أن نشكره عندما يمنحنا الضمانات إنما ألا ننسبها إلينا وأن ننظر دائمًا إلى أبعد من هذه الضمانات؛ أن نطلب من الربّ نعمة أن نكون أمناء أمام القبور وأمام سقوط العديد من الأوهام، لأنه ليس من السّهل أبدًا أن نحافظ على الأمانة طالبين منه أن يحفظنا فيها”.
وكان قد صلّى البابا اليوم على نيّة الوحدة فيما بيننا، قائلاً: “لتدفعنا الصعوبات الحاليّة إلى اكتشاف الاتحاد بيننا، الوحدة تفوق دائمًا الانقسام”.