اختبار الرحمة صادر من اختبار كنيسة بولونيا للحرب العالمية الأولى والثانية، لقد فهم القديس البابا يوحنا بولس الثاني، أنّ طريق الإنسان غير المستنير برحمة الله، يؤدي دوما إلى مأساة ودمار، ومن يسلك طريق الكنيسة المتجهة دوما، نحو الرحمة والمحبة، يكتشف في عمق اختباره الانساني، انه غير مُستحق للمحبة لأنها غير مشروطة ومجانية، وقادرة ان تنشل الانسان من هوة الدمار التي بنتها ايديولوجيات القرن الماضي النازية والشيوعية والاشتراكية ورأس المالية المتوحشة.
صحيح أنّ النازية انتهت ولكن لا تزال شيوعية لينين تنفث فسادا في الأرض المتمثلة بنظام الصين وبناتها كوريا الشمالية الخ. هذا النظام الذي تسبب بأزمة كورونا وذهب ضحيتها ٢٠٠٠٠٠ الف ضحية حول العالم، وهو الآن يتبرأ من غلطته الخ…
وهل ننسى ايديولوجية الرأسماليّة المتوحشة؟ افقار الشعوب وتدمير الاقتصاد المحلي، فذاك جزء أساسي من تلك الممارسات غير الإنسانية ناهيك عن التلوث البيئي العالمي التي اصابت بلدان العالم الثالث بالعديد من الأزمات الاقتصادية، ولبنان بدوره يدفع اثمانا باهظة بسبب هذا الصراع القائم من جهة بين الصين وبين أمريكا والغرب من جهة أخرى، فهناك طبقات سياسية جنحت بالبلد إلى حد افقاره عمدا دون أي رحمة، تدعي لنفسها بالطوباوية والصفوية. ويبقى موقف المسيحي، موقف كنيسة بولونيا، الذي تمثل بالقديس البابا يوحنا الثاني، أن نحيا رعوية الرحمة، والتي تبدأ في عيش المرافقة والتمييز والادماج. والا نكون قد خسرنا فرصة ثمينة لا يمكن أن تعوض إلا بعد ١٠٠ سنة من الآن هذا إذا كان التعويض ممكناً.