“لا تعلم إلى أين يمكن للروح القدس أن يأخذك لأنه غير مرئي”، هذا ما قاله البابا فرنسيس يوم أمس أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا معطيًا مثال الرّسل الذين، بعد أن صلّوا، خرجوا من العليّة ليبشّروا “بشجاعة” و”ثقة” في أورشليم: “لم يعلموا أنّ هذا كان سيحصل معهم، وقاموا بذلك لأنّ الروح القدس هو الذي كان يقودهم”.
في الواقع، “أمام الصعوبات، وأمام أيّ باب مسدود، عندما لا يعلمون كيف يتقدّمون، كانوا يفتحون قلوبهم والروح القدس يأتي ليمنحهم رغبة قلبهم”.
علّق البابا على القراءات التي تقدّمها الليتورجيا بحسب الطقس اللاتيني وذكر كيف أنّ نيقوديمس، توقّف في معرض حديثه مع يسوع حول “اعترافه”، “حائرًا” من جواب يسوع وغير مدرك كيفيّة “القفز” في الإيمان.
ولاحظ البابا أنّه غالبًا ما نكون مثل نيقوديموس في الحياة المسيحية: “لا نعلم ما يجب القيام به، وما الخطوة التي يجب أن نأخذها أو نفقد ثقتنا بالله للقيام بهذه الخطوة ولا ندع الروح القدس يدخل”.
إنما أصرّ على أنّه يجب “أن نسير نحو الأمام”، على مثال الرّسل، نحو هذه الولادة الجديدة التي هي الولادة في الروح، التي تمنحك حريّة الروح”. وتابع: “أن تكون مسيحيًا يعني أن تدع الروح يدخل فيك ويحملك، يحملك إلى حيث يشاء”.
وختم البابا داعيًا إلى “البقاء منفتحين على الدوام للروح القدس” لأنّه لا يكفي أن “نطيع الوصايا”، و”لا أن نتّخذ الإجراءات الاحترازيّة”، على حدّ قوله، مشيرًا إلى حالة الوباء الذي نعيش فيه، إنما من خلال “الصلاة التي تدفعنا إلى فتح الباب للروح القدس وتمنحنا الحريّة والثقة وشجاعة الروح القدس”.
وكان قد صلّى البابا على نيّة الأشخاص الملتزمين في حقل السياسة، وقال: “لنصلِّ اليوم على نيّة الرجال والنساء الذين يملكون دعوة في المجال السياسيّ: “إنّ السياسة هي أسمى أشكال المحبّة. وصلّى على نيّة الأحزاب السياسيّة في كلّ البلدان حتى تبحث معًا في فترة الوباء هذه عن خير البلاد وليس عن مصالحها الشخصيّة”.