ترأّس البابا فرنسيس قدّاسًا إلهيًا في دار القديسة مارتا كما تجري العادة محتفلاً بعيد القديس جاورجيوس شفيعه وحامل اسمه “خورخيه ماريو برغوليو” وقد قدّم اليوم القداس على نيّة العائلات التي تواجه الصعوبات في هذه الفترة من الوباء وقال: “في العديد من الأماكن، نشعر بأحد آثار هذا الوباء وهو أنّه يوجد الكثير من العائلات المحتاجة والجائعة ويأتي الدائنون لمطالبتهم بالمال. إن ّالوباء الاجتماعي: عائلات لديها عمل يوميّ أو، للأسف، عمل غير شرعي، يعجزون عن العمل أو لا يجدون أي شيء يأكلونه… ويعيلون الأطفال. ثم يأتي الدائنون ويأخذون ما تبقّى من تلك العائلات. لنصلِّ. لنصلِّ على نية هذه العائلات، والكثير من الأطفال وكرامة هذه العائلات، ولنصلِّ أيضًا على نيّة الدائنين: ليلمس الله قلبهم وليهتدوا”.
وأما تعليقًا على القراءات التي تقدّمها ليتورجيا اليوم، أعمال الرسل (5: 27 – 33)، فركّز البابا عظته على القراءة الأولى التي فيها يجيب بطرس الذي مُنع من تعليم الشعب باسم يسوع، أنه يجب طاعة الله عوض الناس “الله أحقّ بالطاعة من الناس”. وأعلن بجرأة أمام الجميع قيامة يسوع المخلّص الذي قتله الأحبار إذ علّقوه على خشبة. وعلّق البابا بشكل خاص على الشجاعة التي تحلّى بها بطرس، هو من كان ضعيفًا ونكر الرب ثلاث مرات، “هل هو بطرس نفسه الذي نكر يسوع وكان خائفًا وجبانًا؟ كيف وصل إلى هنا؟”
وكان قد ختم بطرس كلمته بالقول: “نَحنُ شُهودٌ على هذِه الأُمور. وكذلِكَ يَشهَدُ الرُّوحُ القُدُسُ، الَّذي وهَبَه اللهُ لِمَن يُطيعُه”؛ فما هي الدرب التي سارها بطرس لكي يصل إلى هذه المرحلة، وإلى هذه الجرأة والشجاعة؟ كان بإمكانه أن يساوم مع رؤساء الكهنة والأحبار ولكنّه لم يفعل ذلك.
وتساءل البابا: “ما هو سرّ بطرس؟” إنها صلاة يسوع! لقد صلّى من أجله حتى لا يفقد إيمانه ويثبّت إخوته في الإيمان. إنّ يسوع قد صلّى من أجل بطرس، وما فعله مع بطرس يفعله معنا جميعًا. هو يصلّي من أجلنا أمام الآب. نحن قد اعتدنا أن نرفع الصلاة ليسوع طالبين منه نعمة معيّنة، ولكننا لم نعتَد أن نتأمّل بيسوع الذي يُظهر جراحه للآب، أي بيسوع الشفيع الذي يصلّي من أجلنا. إنّ بطرس انتقل من شخص جبان إلى شخص جريء وشجاع بواسطة هبة الروح القدس وبفضل صلاة يسوع. لنفكّر في هذا الأمر ولنتوجّه إلى يسوع ولنشكره لأنّه يصلّي من أجلنا. يسوع يصلّي من أجل كلِّ فردٍ منا؛ يسوع هو الشفيع وقد أراد أن يحمل معه جراحه لكي يريها للآب لأنها ثمن خلاصنا. لذلك علينا أن نتحلى بالثقة لا بصلاتنا وإنما بصلاة يسوع من أجلنا، لأن هذا هو سرّ بطرس: “يا بطرس، لقد دَعَوتُ لَكَ أَلاَّ تَفقِدَ إِيمانَكَ”. ليعلّمنا الرب أن نطلب منه نعمة أن يصلّي من أجل كلِّ واحد منا.