Pixabay, CC0 creative commons

بيتك هو جسدك الأكبر

فماذا صنعنا به؟

Share this Entry

“يشتد في حرارة الشمس وينام في سكينة الليل،أفلا يحلم بيتك؟
وكثيرًا ما ترافق نومه الأحلام ؟!”
هي كلمات النبي، كلمات جبران…. يتحدث عن البيت والأحلام.
وما هو البيت؟
يمكن أن نبدأ من الأبعد الى الأعمق.
فالبيت هو الأرض… فماذا فعلنا بحلمها؟ ألم نبدد احراجها ورياضها؟
ألم نستهلك مواردها دون تجديدها؟ ألم نقضي على نصف الغابات التي كانت تكسوها؟
ماذا عن ثروة الحيوان التي تعيش عليها… كم قتلنا وهجرنا  وبإنقراض أنواع ٍتسببنا؟
الأرض ” الجنة” التي دعانا الرب أن “نحرثها و نحرسها” …. قد أضعنا!

والبيت هو المجتمع الإنساني… فبحلم الخالق بذاك “الحسن جداً” ماذا فعلنا؟
لا يزال الإنسان يجوع في بعض من بقاعنا ويئنّ تحت وطئة الحروب في بقاعٍ أخرى.
نستبدل طاقاتنا بالعمل من اجل صحتنا بسباق في التسلح ليتسلط بعض منا على بعضنا
وهناك مستضعفين من فئات شتى تبدأ بالأجنة ولا تنتهي مع كبارنا !
قتلنا سلام أوطاننا وأفسدنا… مجتمعاتنا محطمة وخالقنا نسينا ورهانه علينا خسرنا…
ومنا من رفع صوبه الطرف مستنكرا: ” أنت لست هنا”
و فيما آخرون يهزون الرؤوس متمتمينَ: ” لقد مت… قتلناك”
منا من لا يزال صوت صارخ في بريتنا …

والبيت أيضاً هو مكان السكن.
فماذا فعلنا بفن الحجر وحلم القرميد وذاكرة التراث الهندسي الفاتن؟
اين دفء الداخل الذي يفتح نوافذه على حلم الوادي والتل و البحر وانوار المدائن؟
هل فقدنا الحلم واصبحنا في فقاعاتنا اللاشكلية رهائن؟!

والبيت أيضاً هو هياكل أروحنا… فبها ماذا صنعنا؟
ألم نسمح للفساد المحيط ان يخنق تهويدة الخالق في حناياها..
فيما يرتفع بين اعمدتها نشاذ الضغائن؟!

سأل يوماً النبي أبناء أورفليس قائلاً:
ماذا تملكون في هذه البيوت؟!
حبذا اليوم لو نجيب: نحن نستعيد الحلم الذي في ضلوعنا كان نائمًا …

Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير