تحتفل البشرية في شهر نيسان بيوم الأرض. ما الذي يقدمه ويفعله” الإنسان” من أجل بقاء كوكب الأرض بسلام؟ أين أنت يا إنسان؟
إنّ السلام مع الله الخالق هو سلامٌ مع مخلوقاته ومنها الطبيعة. إذا كان الإنسان لا يعيش سلاماً مع الله، فلن تنعم الأرض بالسلام. من هنا لا بدّ من احترام الحياة وما فيها….
الطبيعة مصدر حياة الإنسان واستمراره ووجوده في الكون.
تحمل الأرض للإنسان، العطاء والخير والثمار على جميع المستويات: غذاء، مياه، هواء، جمال….
يطلب منا اليوم العودة إلى أحضان الطبيعة أي الأرض، لإنها واحة سلام وطمأنينة ومثال للعطاء المجاني، فهي تعطي بسخاء. وكم يخطىء الإنسان بحق من يحتضنه ويسهّل عليه الحياة.
هلموّا معاً من أجل إنقاذ ما تبقي من عطايا الأرض وثروتها لاسّيما في هذا البلد “المُرهق” في هذا المضمار، والتي هي بخدمة الإنسان كل إنسان.
لا بدّ من إعادة خلق شراكة بين الطبيعة والإنسان، من خلال إعادة تفعيل العمل على خلق عالم بيئيّ عالميّ. ألم نلاحظ أنه وفي ظل تفشي فيروس “كورونا”، إضطر الكثير ون من سكان الكرة الأرضية إلى ملازمة منازلهم، فارتاحت الأرض من التلوث البيئي، وطبقة الأوزون، والحدّ من إنبعاث أوكسيد الكربون، ونهش الصخور، واقتلاع الأشجار عشوائياً وغيرها من التعدي الفاضح والمخزي لعطايا ” أمنا الأرض”؟ للأسف هناك انتهاك فاضح “لأمنا الأرض”، ممّا يهدد حياة البشرية والإنسانية، وسائر مخلوقات الله، وتنذر بخطر داهم إذا استمرت تصرفات الإنسان غير الواعية، وذهنيته السّلبيّة تجاه خيرات الأرض. هل يستيقظ من جهله وغبائه وأنانيته ؟
فالأرض تجمعنا والبيئة تحمينا والطبيعة تروحننا. نعم ” للأرض” المعطاء الواهبة كلّ خير وبركة ونعمة. شكراً للخالق الذي أحبّ مخلوقه الأهم، ألا وهو الانسان، الذي أعطاه، كلّ المواهب والنعم والمقدرات، “وسلّطه” على سائر مخلوقاته.
وهنا نفهم أنّ مشروع الله للإنسان مقدّس، بحيث يحافظ على خلائقه. يبرهن المؤمن عن إيمانه بالخالق والعيش كخليفته. فالإيمان بالخالق، والعيش كخليفته، ما هو إلا استقبال الله كمصدر لكلّ شيء موجود، وليس “مصنّع”. فالحبّ هو عملية خلق وإبداع. نعم للحياة، نعم للأرض.