في الطريق إلى عمّاوس بعد القيامة ، تلميذان يسيران…
و مع كل خطوة عن المدينة المقدسة يبتعدان.
في وصفه الحدث يقول الأب رولهيزر أنّ كلمات لوقا الإنجيلي لهي حبلى بالمعان…
اورشليم تعني الحلم، والأمل، والثقل الديني… والتلميذان – بخيبة مرة – يتركان هذا المكان.
يرحلان رغم انهما تلقيا خبر القيامة التي وصفوها ب “قصص النسوان” …
مع كل خطوة هما أيضاً يتركان الإيمان
نحو عمّاوس التي كانت معروفة بأنها تحتضن “حمام” (spa) للرومان.
عمّاوس قد ترمز للأمكنة التي يقصدها الإنسان للراحة والإستجمام…
بما أن حلمهما قد صُلب، واصبح في تلك الجمعة العظيمة كالجثة:
ها هما الى بعض من العزاء البشري يتجهان.
لكن الى عمّاوس لا يصلان!
يظهر لهما يسوع على الطريق فهو يعلم انهما صوب الخيبة متجهين وهما معه يتحادثان.
عندها “الكلمة” تعيد تشكيل الآمال وتفسير الآلام على نور الإيمان:
وحين ظهر لهما كتعزية حقة: عليه – كتغذية حقة – فتحت أعينهما
والى المدينة المقدسة مثقلين بحماس يقين الإيمان أعادهما.
“ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب” يقول المزمور… الإيمان لا يكتمل بالكلام!
لا بد من “التذوق” …. لا بد من إختبار: فإلهنا حيّ والعلاقة به بلسم للقلوب ونور للأذهان
على الطريق حين تشتد الأزمات والظلمات، نتجه حصراً صوب حلول الأرض طلباً للتعزيات
فمن الصعب تقبل أقمطة المذود الحقير وأقمطة الكفن الأخير…
و لكن لنلتفت الى “ذاك الغريب” ولنترك له فسحة إصغاء بعيداً عن التردد الجبان.
نعم! الإيمان مغامرة وغالباً ما نجدها على طريق “عمّاوس” الخاص بنا….
و الرب عليها لا يزال كالحنّان… لا كديّان .
كالمربي يوجّه، ينوّر وحين له تنفتح القلوب يكسب الرهان!
اليوم، على طريق خيبتي في “تقدم الإنسان” :
إفتح عيني ربي … كي لا تظل القيامة مجرد خبر وصل الاذان
بل تضحي في قلبي يقين لأنها حقيقة فيها خلاص كل الكيان.
Pixabay, CC0, creative commons
إفتح عيني ربي… كي لا تظل القيامة مجرد خبر
تأمّل حول نص تلميذي عمّاوس