اتصل البابا فرنسيس هاتفيًا بماركو ريجا وهو صبيّ إيطاليّ بالغ من العمر 12 عامًا يعيش في تورينو، أعمى منذ ولادته. جرت مكالمة هاتفية مدّتها عشر دقائق يوم الأربعاء 22 نيسان، بعد ثلاثة أشهر من رسالة ماركو، تلميذ من كليّة دانتي أليغييري كينيدي، التي وجّهها إلى البابا مخبرًا قصّته، بحسب ما ذكرت الصحيفة الإيطاليّة لاستامبا في 24 نيسان 2020.
كانت المفاجأة كبيرة عندما اتصل البابا بأسرة ريجا. إنها والدة ماركو، أنجيلا باريتي التي سمعت رنين الهاتف ورأت كلمة “مجهول” على الساشة. وأخبرت: “حاولتُ لمدة ثانية، إغلاق الخط من دون أن أجيب، إنما سرعان ما رفعت السماعة وأجبت. سمعتُ صوتًا غريبًا يقول لي بأنه سيمرّر لي البابا، ظننتُ بأنها مزحة. إنما كلّ ذلك كان صحيحًا. فكان البابا على الهاتف يشكر الهدية الجميلة، الرسالة التي أرسلها الصبي في شهر كانون الثاني بعد زيارته الفاتيكان: “فهمتُ بأنها لم تكن مزحة لأنه عندما تحدّث إلى ماركو، أثنى على الطريقة التي كتب فيها واقتبس كلمات لا نعرفها سوى نحن الاثنين. كان ذلك مثيرًا للدهشة”.
“كان ماركو متحمّسًا للغاية، وكان سعيدًا ومندهشًا، فالبابا فرنسيس قدّم لنا هديّة مميّزة. واليوم، يأمل ماركو برؤية البابا شخصيًا. وكان قد كتب في الرسالة: “لديّ ذاكرة ممتازة، عندما كنتُ أصغي إليكَ تصلّي، تعلّمتُ الصلوات باللغة اللاتينية وغالبًا ما أتلوها قبل الخلود إلى النوم…. أنا أستمع كلّ يوم أحد إلى العظات وأرغب في أن أتعرّف إليكَ شخصيًا… أتمنّى أن تقرأوا رسالتي وأن تحقّقوا حلمي”.
وهذا وقد أخبر ماركو في رسالته أنّه وُلِد قبل أوانه، وكان لا يزال في الأسابيع السابعة والعشرين ويزن 600 غرام: “بقيتُ في المستشفى لمدة 6 أشهر قبل أن أتمكّن من العودة إلى المنزل مع أبي وأمّي. غير أنّ الأوكسجين الذي أبقاني على قيد الحياة، أفقدني شبكيّة العين وبالرغم من العمليّات العديدة التي أُجريت لي حين كنتُ في المستشفى، لم أحلّ مشكلتي وفقدتُ نظري إلى الأبد…”
لم يخفِ ثقته الكبيرة بالله على الرغم من كلّ شيء وإيمانه الذي يسمح له بالتطلّع إلى الأمام بقوّة وعزم”.