أنشأ البابا فرنسيس “مؤسّسة يوحنا بولس الأوّل الفاتيكانية” بهدف تعزيز فكر البابا ألبينو لوتشياني (1912 – 1978) وأعماله. وقد اتُّخِذَ هذا القرار خلال لقاء مع أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين في 10 شباط الماضي، مع الإشارة إلى أنّ الكاردينال هو رئيس الهيئة الجديدة، فيما نائب الرئيس هي امرأة علمانيّة متزوّجة وأمّ، وهي الصحافية الإيطاليّة ستيفانيا فالاسكا.
وللمؤسّسة، بحسب ما كتبته الزميلتان إيلين جينابا وآن كوريان من القسم الفرنسيّ في زينيت، “شخصيّة قانونيّة وكنسيّة ومدنيّة، فيما سيكون مقرّها أمانة سرّ الدولة الصغيرة. أمّا هدفها، كما تمّ تحديده في الوثيقة، فهو “تقييم ونشر فكر يوحنا بولس الأوّل وأعماله ومِثاله”.”
في السياق عينه، وبحسب بيان صدر عن الكرسيّ الرسوليّ، تنوي المؤسّسة حماية الإرث الثقافي والديني الذي تركه يوحنا بولس الأوّل والحفاظ عليه؛ كما وتنوي تعزيز مبادرات لجعل الناس يعرفونه، بالإضافة إلى خلق جوائز ومنح دراسيّة، وتأمين نشاط كتابيّ كي تكون مرجعاً بالنسبة إلى الباحثين المُهتمّين بهذا الموضوع.
إداريّاً، فإنّ مجلس الإدارة يتألّف من 6 أعضاء تتمّ تسميتهم لخمسة أعوام، فيما تنعم المؤسّسة بلجنة علميّة مؤلّفة من 6 شخصيّات أصحاب كفاءة، قد ينضمّ إليهم آخرون ضمن مبادرات خاصّة.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ دعوى تطويب البابا يوحنا بولس الأوّل “بابا الابتسامة” أُعيد تحريكها في بداية تموز 2016. فبعد أن افتُتِحَت رسميّاً سنة 2003، شهدت توقّفاً منذ نيسان 2015: فمجمع دعاوى القدّيسين لم يعترف بالطابع العجائبيّ لشفاء رجل إيطاليّ، فيما يجب إقرار الاعتراف بمعجزة لفتح الطريق أمام التطويب. وقد وافق البابا فرنسيس على مرسومٍ وردت فيه “القيم البطوليّة” لسلفه بتاريخ 9 تشرين الثاني 2017.
إنّ الكاردينال ألبينو لوتشياني (بطريرك البندقية) انتُخِب حبراً أعظم في 26 آب 1978 وتوفّي فجأة في 28 أيلول التالي (عن عمر 65 سنة) بعد حبريّة دامت 33 يوماً طبعتها ابتسامته وتعاليمه التي أرست أسلوباً جديداً غير بعيد عن أسلوب يوحنا الثالث والعشرين.
أمّا بالنسبة إلى الكاردينال بييترو بارولين، فـ”صورة البابا يوحنا بولس الأول ورسالته واقعيّتان”. وحديثه هذا أتى ضمن مقال حول “ولادة مؤسّسة يوحنا بولس الأوّل الفاتيكانيّة” نُشِر في “لوسيرفاتوري رومانو” البارحة.
وقد أكّد بارولين في المقال أنّ “تعاليم البابا الرّاحل واقعيّة، ومواضيع القُرب والتواضع والبساطة والإصرار على رحمة الله وحبّ القريب والتضامن هي البارزة فيها”.
كما وعبّر أمين السرّ عن فرحته حيال إنشاء البابا هذه المؤسّسة، لأنّ الأمر “سيسمح بتكريم ذكرى البابا الراحل كي تُستعاد قيمتها، وليس فقط لحماية إرث أعمال يوحنا بولس الأوّل وما كتبه، بالإضافة إلى تحريك دراسة فكره وروحانيّته ونشرهما”.