“لنصلِّ على نيّة كلّ من يعانون حتى يجدوا درب الحياة من خلال السماح لقلب يسوع أن يلمس نفوسهم”: هذه هي نية الصلاة التي طلب البابا من كلّ الكاثوليك أن يصلّوها طوال شهر حزيران. وقد علّق الأب دانيال ريجان اليسوعيّ، مدير الشبكة العالمية للصلاة في فرنسا على هذه النية، قائلاً:
من قلبه يتدفّق مصدر الماء الحيّ
إنّ محور نيّة صلاة البابا فرنسيس لشهر حزيران هو الصلاة على نيّة من يتألّمون حتى يجدوا درب الحياة من خلال ترك قلب يسوع يلمسهم”. ما من حاجة لنقول أكثر عن “الناس الذين يعانون”. الألم الذي هو جزء من الحياة وهو دخيل غير مرغوب فيه، فنبحث عن وسيلة حتى نتخلّص منه أو نهرب منه. ومع ذلك، إنها لتجربة عميقة أن يأتي ملاك الله حتى يجفّف دموعنا! إنّ التخلّص من المعاناة يدفعنا لنتذوّق طعمًا مختلفًا للحياة كما لم يسبق له مثيل وهو يعزّينا لأننا عانينا. علينا أن نقبل التعزية. يمكن للخروج من التجربة أن يكون أحيانًا تجربة بحدّ ذاتها. إنّ ملاك الربّ الذي يقترب منا هو قلب يسوع، هو يأتي حتى “يكون معنا”. ذات يوم، عندما نعيد قراءة هذا الاختبار ستضيء حياتنا وستوجّهها بشكل جديد.
لماذا نتحدّث عن قلب يسوع وليس عن يسوع وحده؟ لأنّ قلبه كبير جدًا وعندما نقول ذلك عن أحد، نعني بذلك أنه قريب منا، وأنه يتحمّل الألم. ويسوع قلبه كبير. لقد صار إنسانًا وعرف الألم حتى يخلّصنا من الوجع الذي يؤدّي بنا إلى الموت. إنّما هو يعاني بسببنا ولكنه يخفي ذلك، حتى لا يثقّل علينا. هو صديقنا الحقيقي.
إنّ من يتألّم ويلتقي بقلب يسوع يولد للحبّ. الفرح هو الجانب المرئي، وأما الألم فهو الجانب الخفيّ. إنه سرّ يتشاركه مع من يحبّ. ومن يولد للحبّ يصبح ملاك الله لمن يتألّمون، تمامًا مثلما كان يسوع لمن كانوا معه. لقد تعاطف مع الأرملة التي ذهبت لتدفن ابنها الوحيد، وبكى موت صديقه لعازر، وأشفق على الجموع التي كانت تسير كقطيع لا راعي لها.
لقد كان يسوع في البدء رجل صلاة. وعندما التفت إلى أبيه، امتلأ قلبه من رحمته. وإذ يلتفت إلى الناس، فقلبه يتعاطف معهم ويفيض من رحمته عليهم. التعاطف هو أن نتألّم مع الآخر حتى يُهزَم الألم.
على درب الألم، تبقى مريم في مكان فريد. إنها قريبة جدًا من قلب يسوع. عرفت الألم وتشاركته معه بصمت؛ شجّعته في رسالته. وبما أنها أمّنا، فهي تقدّر آلامنا المستورة. إنها تشفع لنا لدى ابنها وهي تقودنا إلى قلب يسوع الذي سنحتفل بعيده يوم الجمعة 19 حزيران.