Pixabay - CC0

بين ثقافة القباحة البشعة الممقوتة جماليًا، وثقافة القباحة الجميلة

امنحنا بصيرة روحية فنميّز بين الحق والباطل

Share this Entry

يقال أنه في الولايات المتحدة الامريكية منذ عام 1876م وحتى عام 1974، كان هناك قانون يسمى”Ugly law” قانون القبح. يتم تغريم الناس من دولار واحد إلى 50 دولارًا يوميًا إذا كانوا ذا شكل “قبيح جدًا”وكذلك يجيز للعائلة التخلّص من الطفل ذي الوجه القبيح[1]، تم إلغاء هذا القانون في  القرن المنصرم[2] من عام 1974.

ولكن، تحولت بعدها تلك الثقافة، من القباحة البشعة الممقوتة جماليا، إلى ثقافة القباحة الجميلة فأصبحت النماذج المنحرفة والشاذة مدعاة فخر، والاجهاض انجازًا في وجه الترهل، والمساكنة محببة. سيطرت لغة القباحة المزيّنة باسم أفعى فرعون النابية التي أضحت مسار التخاطب داخل المؤسسات والمراكز وفي العلاقات الشخصية والعائلية. ويتساءل المرء:

١-  لماذا هذا التحوّل السريع من ثقافة تمقت البشاعة إلى ثقافة تروّج لما يُسمى بالجمال القبيح الآثم؟

٢-  وهل اضحى الإله باخوس الذي عبدته الإمبراطوريّة الرومانية، نموذجًا للبذاءة؟

٣- ولماذا غدت اسبرطة المفاخرة بالفضائل والقوّة والتخطيط والتنظيم وسم سياسات العالم، المتبنيّة للقاءات الفكرية النبيلة، الى اسبرطة العنجهية والشوفانية المقيتة؟

  1. كيف اصبحت القباحة الأخلاقية الظاهرة والاساءة في استعمال الحقوق والواجبات وانتهاك المسؤولية مفخرة ويضرب بها المثل؟

 لقد صارت المجتمعات تأنّ من وجع القباحة الآثمة المشرّعة، لترزح تحت نير أخلاقية رماديّة، هي خلط ومزج وتماه وذوبان، بين القيم الأخلاقية الخيّرة وبين الرذيلة… كأننا نعيد ولو رمزيًا، الطعن بمجمع خلقيدونيا، رافضين الوحدة في شخص المسيح ابن الله منذ الازل، الاله الكامل والإنسان الكامل في وحدة كاملة… شخصه ديناميكية للاخلاق الإنسانية، وحدة الإيمان تتجلى في وحدة الأخلاق والاعمال، دون انفصال أو تفكك.  رمادية التصرف، وضعت العقيدة في حالة من الريبة، لا بل بالحري وضع المؤمن نفسه في ريبة من العقيدة، تراه يرفض وحدة المسار والمصير في شخص الوسيط الحقيقي يسوع المسيح. يريد إنسان اليوم ان يبتدع اخلاقه انطلاقا من الفصل بين الإيمان والاخلاق، تسمع بأفكار وكلمات وشروحات وتفاسير، نجانا الله من أريوسيي اليوم ومن ونسطوريسيي الانفصال بين الإيمان والاخلاق، ما ادراكم من ذهنية سدوم وعمورة؟  الرذيل ينادي بالعفة، والعفيف، معنّف ومُتهم، ومدان، لأنه اراد ان يبقى أمينا للرب ولكنيسته حتى الرمق الاخير…

ولكن الم يقل لنا الرب في أنجيله الطاهر:” الذي يصبر إلى المنتهى فذاك الذي يخلص”؟

 فأنت يا رب البداية والمنتهى، إذ فيك نهاية الادزواجية الفريسيّة والتلاعب الصدوقيّ الممقوت العنجهي النرجسيّ، فيا سيد الحياة يا من حملت الصليب على منكبيك، امنحنا ان نتشارك معك في هذا الشرف المجيد، ولا تسمح ان نكون كالاسخريوطي الذي باعك بثلاثين من الفضة، أو كحننيا وسفيرا، اللذين اتخذا التقوى، تجارة، فبسبب خطيئة الكذب ماتا عند أقدام الرسل، أو أن نكون  كسيمون الساحر نتسجير بحفنة من المال شهوة السلطة والتسلّط. رحماك ربي من قلب انقسم على نفسه، ومن بيت تزعزعت اساساته، ومن برج بني على رمل، ومن عدة حرب ناقصة هزيلة، تتكسر عند اول معركة،

 فيا الهنا بحق قلبك الاقدس، وبشفاعة امك الطاهرة، امنحنا بصيرة روحية فنميّز بين الحق والباطل، والاستقامة والاعوجاج، وبين الصدق والتلاعب، لأنك اله المستحيلات لا يساورك شك وليس فيك عيب ولا رياء لانك المحبة في الحقيقة لك المجد إلى الاب.

[1] – Marcia Pearce Burgdorf and Robert Burgdorf, Jr., “A History of Unequal Treatment: The Qualifications of Handicapped Persons as a Suspect Class Under the Equal Protection Clause,” Santa Clara Lawyer

[2] – Albrecht, general ed. Gary L. (2006). Encyclopedia of disability and Susan M. (2009). The ugly laws : disability in public. New York: New York University Press

Share this Entry

الخوري جان بول الخوري

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير