حوار البابا مع “لازار”: أحياناً يلزمنا حياة بكاملها لنُسامح 2

والعيش بحسب أسلوب الإنجيل

Share this Entry

“أحياناً يلزمنا حياة بكاملها لنُسامح”: هذا ما شرحه البابا فرنسيس لأعضاء جماعة “لازار” (لعازر) خلال لقاء أجراه معهم عبر الإنترنت، بناء على ما كتبته الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسيّ في زينيت.

في التفاصيل، وبتاريخ 29 أيار 2020، أتت بعثة من الجماعة الفرنسيّة، يُرافقها أسقف ليون السابق الكاردينال فيليب بارباران، لزيارة الأب الأقدس في دار القدّيسة مارتا. وخلال هذا اللقاء، تحاور البابا مع العديد من مجموعات “لازار” في العالم عبر الإنترنت (مع مشاركة 40 كاميرا من العديد من البلدان)، فكان تبادل لشهادات أخبر خلالها الأعضاء عن اختباراتهم مع الجماعة، تبعه شكر للبابا لكلّ مَن شاركوا عبر الإنترنت ولمن زاروه، فحوار تضمّن طرح أفراد 10 أسئلة على الأب الأقدس، مع الإشارة إلى أنّنا كنّا قد نشرنا مقالاً تناولنا فيه القسم الأوّل من الأسئلة والأجوبة. واليوم، سنتابع عرض ما تمّ تبادله.

جواباً عن سؤال “ثمة رفيق لنا عرف سنوات عديدة صعبة وفَقَد ثقته بالله وبالبشر. كيف يمكنه الحفاظ على الرجاء والتمكّن من المسامحة؟” قال الأب الأقدس: “إنّ المسامحة أمر صعب جدّاً. عمري 83 سنة وما زلت لا أستطيع المسامحة على بعض الأشياء، لكنّني أطلب نِعمة التمكّن من فعل ذلك. واسمحوا لي أن أقول إنّ هذا خلل نعاني منه… لكن علينا للأسف العيش معه لفترة طويلة حتّى يتغيّر قلبنا”.

ودعا البابا أساساً إلى التفكير في كلّ المرّات التي تمّت فيها مسامحتنا قائلاً: “فلنفكّر: هذا الشخص سامحني، الله غفر لي تلك الخطيئة، فُلان سامحني، المجتمع سامحني على ما فعلته، لذا عليّ أن أسامح وأغفر. هذا التفكير ينفع كثيراً. لكنّها فكرة يجب أن تتغلغل في ضميرنا كمياه المطر. وأحياناً، يلزمنا حياة كاملة لنُسامح ونغفر. لذا، المهمّ هو السَير على طريق الغفران، أي السَير بثقة والتفكير في أنّه تمّت مسامحتي، مع الحفاظ على قدرة التمكّن من المسامحة. عندما نُصلّي الأبانا، نقول “اغفر لنا كما نحن نغفر”. إذاً الأمر أشبه بتذكرة ذهاب وإياب. مسامحة الآخرين كي تتمّ مسامحتنا. وهذا قد يستلزم حياة كاملة. إنّه طريق متواضع وهادىء لكنّه يشفي القلب”.

من ناحية أخرى، وردّاً عن سؤال “كيف يمكن أن نكون سعداء؟ وأيّ نصائح تُسدونها إلينا لنكون شهوداً حقيقيّين للمسيح اليوم في سنة 2020؟” دعا الحبر الأعظم إلى “العيش بحسب أسلوب الإنجيل والشهادة لأنّ هذه الأخيرة بغاية الأهمية. الكنيسة لا تنمو عبر التبشير الحماسيّ لكن عبر الشهادة. وهذا ما قاله البابا بندكتس السادس عشر”.

وأضاف: “إنّ احترام الآخرين أمر بغاية الأهمية. من المهمّ جدّاً تبادل الأفكار، لكن بكلّ احترام وبلا عدائية. كل شيء يُقال في هذا التعبير: أن نكون شهوداً. على حياة المسيحيّ أن تكون شهادة. العيش مع الإنجيل باليد وفي القلب… وعندما يرانا الآخرون نعيش أسلوباً معيّناً، سيسألوننا: لمَ تعيشون هكذا؟ وسنتمكّن من أن نُجيبهم ونتكلّم عن السبب”.

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير