“إمّا تنتمي لله أو للمال”: كانت هذه بداية تأمّل البابا فرنسيس في حواره الذي أجراه مع أعضاء جماعة “لازار” (لعازر) خلال لقائهم عبر الإنترنت، بناء على ما كتبته الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسيّ في زينيت.
في التفاصيل، وردّاً عن سؤال “لمَ الكنيسة غنيّة فيما هناك الكثير من الفقراء في العالم؟” قال البابا إنّه سؤال جيّد سائلاً “الكنيسة غنيّة؟”
وأضاف شارحاً: “إنّ التجربة الأساسيّة التي يُواجهها جميع المسيحيين هي الثراء. وهناك أمر يجعلني أفكّر: في الإنجيل، يسوع تكلّم عن سيّدَين: الله والمال. وقد قال “إمّا تنتمي لله أو للمال”. وكقاعدة عامّة، يمكننا القول إنّه إن كان شخص ينتمي لله، فإنّه يبتعد عن الله عندما يكون قلبه معلّقاً بالمال. لكن كلّما اقترب من الله، أصبح أفقر. وبالنسبة إلى السؤال الذي كان يتناول الكنيسة، سأقول إنّ كلمة “كنيسة” عامّة. يمكن قول كلمة كنيسة والتفكير في المعابد الكبيرة التي هي رائعة وبغاية الغنى. إلّا أنّها مَبان حيث يُحتفَل بالطقوس، وليست هذه هي “الكنيسة”. وعندما نتكلّم عن الكنيسة، يمكننا التطرّق إلى المؤمنين. وهنا، يمكن التكلّم عن السيّدَين اللذين ذكرتهما. ثمة مؤمنون تتعلّق قلوبهم بالغنى، وآخرون بالله. وهناك مؤمنون ورثوا الكثير من الثراء فيما قلوبهم غير معلّقة فيه، فيُديرونه بحسب الإنجيل، عبر قلوب مؤمنة. إذاً، هناك المعابد التي هي غنى فنّي، وهناك المسيحيّون الذين قد يكونون فقراء أو أثرياء مع قلب فقير، وهناك المستوى الثالث الذي هو الكهنوت. وإن كان البابا أو الأسقف أو الراهب غنيّاً، فهذا يُشكّل فضيحة للكنيسة، لأنّ الأفراد المدعوّين لاتّباع مثال يسوع يجب أن يكونوا بعيدين عن أيّ ثراء، مع قلب فقير. وإن كان عليهم أن يتولّوا إدارة أيّ غنى كان، فيجب أن يكون لأجل خدمة الآخرين والكنيسة، وليس لخدمتهم ومصلحتهم. إنّ أكبر فضيلة أتمنّاها للكنيسة، بدءاً من البابا والكرادلة والأساقفة وصولاً إلى الرهبان والراهبات هي الفقر… الفقر أمّ لأنّه يولّد الكرم ووهب الذات للآخرين والعيش لأجل الآخرين ولتسبيح الله. إنّه سياج يُدافع عن حياتنا بوجه سيّد هذا العالم الذي هو الثراء. وإن رأى أحد رجل دين غنيّ، فليُصلِّ له بداية، وثمّ إن أمكن، فليُكلّمه”.