“لأوّل مرّة أشارك في حجّ افتراضيّ”: هذا ما قاله البابا فرنسيس مُمازحاً عبر الهاتف لدى اتّصاله بالمشاركين بالحجّ الثاني والأربعين في ماتشيراتا-لوريتو (إيطاليا) مساء السبت 13 حزيران 2020، بناء على ما كتبته الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسيّ في زينيت.
في التفاصيل، وبسبب تفشّي وباء فيروس كورونا، “حجّ” الشباب هذه السنة “روحيّاً إلى مزار عذراء لوريتو أمّ الرجاء، الأمّ التي تساعد على النظر إلى العُلى”، مع الإشارة إلى أنّ 20 شخصاً فقط كانوا موجودين جسديّاً في المزار المريميّ، برفقة المونسنيور فابيو دال تشين رئيس أساقفة لوريتو.
من ناحيته، أشار الأب الأقدس خلال اتّصاله بالشباب إلى أنّنا “بحاجة إلى النظر إلى العلى برجاء في هذه اللحظات الصعبة”. ثمّ أضاف: “أنا قريب منكم خلال هذا الحجّ الافتراضيّ وأصلّي معكم ولأجلكم، وأطلب منكم أن تصلّوا لأجلي. تشجّعوا! إنّ الأزمنة التي ستأتي بعد هذا الوباء لن تكون سهلة. لكن مع الشجاعة والإيمان والرجاء، يمكننا التقدّم. تشجّعوا! واطلبوا هذه الشجاعة من العذراء اليوم. أنا معكم في الصلاة”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّه تقليديّاً، يجتاز عشرات آلاف الشباب الحجّاج من إيطاليا والخارج طريق ماتشيراتا في المزار المريمي الخاصّ بمنزل لوريتو (منزل مريم الذي كان في الناصرة) خلال الليل، أي حوالى 30 كيلومتراً طوال 5 ساعات ونصف من السَير. ويُعتَبَر مزار لوريتو المريمي من بين المزارات الأهمّ في العالم، وهو يضمّ 3 جدران من منزل الناصرة حيث حصل التبشير وحيث عاشت العائلة المقدّسة.
وبحسب الأسطورة، نُقِل المنزل المقدّس على يد ملائكة الناصرة إلى لوريتو، فيما أشارت الأبحاث التاريخيّة إلى أنّه خلال غزو مسلمي القرون الوسطى للأرض المقدّسة، نقل الصليبيّون هذه الحجارة عبر البحر سنة 1291. وأساساً، وُضعت الذخيرة المقدّسة في كنيسة بسيطة. لكن منذ القرن الرابع عشر، أصبح المنزل هدفاً للحجّ مهمّاً جداً على طريق روما، فبدأت الأعمال في البازيليك الحاليّة والترميمات لحمايتها سنة 1469. وسنة 1507، قرّر البابا يوليوس الثاني بتطوير الأعمال مع اعتبار لوريتو مقرّاً للحجّ وإرسال مهندس الفاتيكان إليها لإدارة المرحلة الأخيرة من المشروع.