“نتمنّى أن يُساعد مِثال كارلو العديد من الشباب والأشخاص على إعادة اكتشاف الإيمان بيسوع، وخاصّة إعادة اكتشاف أهمية الأسرار التي تُمثّل النقطة الأساسيّة في روحانية كارلو”.
هذا ما قالته أنطونيا سالزانو والدة الشاب الإيطالي كارلو أكوتيس (1991 – 2006) الذي سيُطَوَّب في أسيزي بتاريخ 10 تشرين الأول 2020، وذلك خلال مقابلة لها مع “فاتيكان نيوز”، بناء على ما ورد في مقال أعدّته الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسيّ في زينيت.
بعد أن تمّ في شباط الماضي الاعتراف بمعجزة حصلت بشفاعة المكرّم كارلو أكوتيس العلمانيّ الشاب المولود في إنجلترا، والمتوفّي في إيطاليا جرّاء سرطان في الدم عن عمر 15 سنة، أشارت والدته إلى أنّ روحانية ابنها كانت تتركّز أساساً على الإفخارستيا: “كان يُنادي الإفخارستيا “طريقي نحو السماء”. أعتقد أنّها الرسالة الأساسية: فالكنيسة هي موزّعة الكنوز التي يُعطينا إيّاها الرب”.
وبحسب أنطونيا سالزانو، كان كارلو “يعرف أنّ يسوع موجود حقّاً في الإفخارستيا، لكنّه أدرك أنّ الناس كانوا بحاجة إلى المساعدة ليتقرّبوا من الرب، خاصّة لفهم أهمية الأسرار. بالإضافة إلى ذلك، حتّى الشباب أحياناً يتأثّرون بالبُغض حيال الكهنة أو بالتعاطف معهم، بدون أن يفهموا القيمة الكبيرة التي يتلقّونها عبر الإفخارستيا والكنيسة. إلّا أنّ هذا أمر عاشه كارلو بعمق وأصبح شاهداً حقيقياً عليه”.
وطوال حياته، كما تُذكّر أمّه، نقل المكرّم رسالة مهمّة تختصّ باستخدام التكنولوجيا والإنترنت: “كان كارلو يُعتَبَر عبقريّاً في المعلوماتيّة لأنّه كان يعرف اللوغاريتم وكان يُجيد البرمجة وقراءة النصوص الجامعيّة الخاصّة بهذا الموضوع. لكن ماذا فعل؟ لم يستخدم هذه الوسائل للتحادث أو لتمضية الوقت. فالحماسة التي كان يُكنّها للرب والحبّ لمعرفة يسوع دفعا به لوضع هذه المواهب في تصرّف نفسه لخلق موقع إلكترونيّ يتناول المعجزات الإفخارستية، بالإضافة إلى عرض حول الموضوع نفسه جاب العالم”.
ومع التطرّق إلى الاحتفال في أسيزي في تشرين الأول 2020، أكّدت أنطونيا سالزانو أنّ المونسنيور دومينيكو سورنتينو أسقف أسيزي، وبمساعدة الفرانسيسكان، قد يتمكّن من تنظيم الاحتفال بالطريقة الأنسب، على الرغم من القيود الصحية المفروضة. “ما هو أساسيّ هو طلب شفاعة أمثال كارلو لمساعدتنا على أن نكون قدّيسين كما يريد الله. إذاً، أظنّ أنّه يمكننا أن نُصلّي في المنزل مع متابعة التطويب عبر الشاشة أو عبر الإنترنت… ومن المهمّ أن يتكلّم الأهل عن القدّيسين مع أولادهم كي يكتشفوا أموراً استثنائية ويكون لديهم أصدقاء في السماء قد يُساعدونهم في حياتهم الملموسة. أيضاً لأنّ القدّيسين يساعدوننا لنصبح أفضل ولنفهم أنّه من الممكن بلوغ السماء وتخطّي أخطاءنا”.
من ناحية أخرى، ومع تكلّمها عن ولدَيها الآخرَين (فتى وفتاة)، أشارت أنطونيا إلى أنّهما “طيّبان للغاية”: “منذ أن كانا في سنّ الخامسة وهما يتلوان الورديّة كلّ مساء. وقد احتفلا بمناولتهما الأولى في عمر السادسة، وهما يذهبان إلى القدّاس كلّ يوم. وأعتقد أنّ هذه نِعمة من كارلو”.