Déclaration d'Abou Dhabi sur la fraternité humaine © Vatican Media

بعد 55 سنة على صدور “في عصرنا”: نصّ مُؤسِّس للحوار بين الأديان

مراحل الحوار

Share this Entry

مع اقتراب الذكرى الخامسة والخمسين على صدور الوثيقة المجمعيّة “في عصرنا” (تشرين الأول 1965)، نشر مدير تحرير دائرة التواصل أندريا تورنييلي على موقع “فاتيكان نيوز” مقالاً شرح فيه المراحل الكبيرة التي اجتازها حوار الكنيسة الكاثوليكية مع الديانات الأخرى.

في التفاصيل، كتب تورنييلي، بناء على ما نقلته الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسيّ في زينيت: “إنّ الإعلان الذي وافق عليه آباء المجمع الفاتيكانيّ الثاني والذي نشره بولس السادس بتاريخ 28 تشرين الأول 1965 شكّل منعطفاً لا رجعة فيه في العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية واليهودية، وعدّل كثيراً مُقاربة الكاثوليكية حيال الديانات غير المسيحية. إنّه يُعتَبَر كنصّ أساسيّ للحوار مع المذاهب الدينيّة الأخرى”.

وذكّر مدير التحرير بأنّ “القسم الأساسيّ للوثيقة يختصّ باليهودية، بما أنّ المجمع الفاتيكاني الثاني تطرّق إلى إرث روحيّ كبير مشترك بين المسيحيّين واليهود وإلى جذور المسيحيّة، وأراد تشجيع المعرفة والاحترام المتبادلَين، كما التوصية بهما”.

في السياق عينه، تابع تورنييلي شرحه حول العلاقة الفريدة الموجودة بين الإيمان المسيحيّ واليهوديّة، ذاكِراً تأكيداً آخر حول “إدانة معاداة اليهوديّة، عدا عن شجب الحقد والاضطهاد ومظاهر معاداة السامية في أيّ حقبة”. وأضاف مدير التحرير: “شرح إعلان المجمع أنّ مسؤولية موت يسوع يجب ألّا تُنسَب إلى جميع اليهود”.

من ناحية أخرى، ذكّر تورنييلي أنّ “وثيقة المجمع عبّرت أيضاً عن تقديرها للمؤمنين المُسلمين: إنّ الكنيسة تنظر أيضاً بتقدير إلى المسلمين الذين يعبدون الله الواحد الرحوم والقدير، خالق السماء والأرض، والذي كلّم البشر”.

وتابع قائلاً: “في تشرين الثاني 1979، ومع لقائه الجماعة الكاثوليكية الصغيرة في أنقرة، أعاد البابا يوحنا بولس الثاني التأكيد على تقدير الكنيسة للإسلام، مُعلِناً أنّ الإيمان بالله الذي يُظهره أبناء إبراهيم سواء كانوا مسيحيّين أو مسلمين أو يهوداً، هو الأساس الأكيد للكرامة والأخوّة وحرية البشر، عندما يتمّ عَيشه بصدق وتطبيقه”.

ولفت تورنييلي إلى “مرحلة أخرى مهمّة على طريق الحوار، ألا وهي خطاب يوحنا بولس الثاني الذي قرأه في آب 1985 في الدار البيضاء (المغرب) أمام مسلمين شباب”: “كمسلمين ومسيحيّين، لدينا الكثير من الأشياء المشتركة، بصفتنا مؤمنين وبصفتنا بشراً. نحن نؤمن بالإله نفسه، الإله الوحيد الحيّ، الإله الذي يخلق العوالم ويجعل المخلوقات كاملة”، مُذكِّراً بأنّ “الحوار اليوم ضروريّ أكثر من أيّ وقت مضى”.

تجدر الإشارة هنا إلى أنّ البابا البولندي، وفي السنة التالية، تحديداً في 27 تشرين الأول 1986، دعا إلى أسيزي ممثّلي ديانات العالم “للصلاة على نيّة السلام المُهدَّد”، وكان اللقاء رمزاً للحوار والالتزام المشترك بين مؤمني الديانات المختلفة.

وختم تورنييلي شرحه مُشيراً إلى أنّ إعلان “في عصرنا” ينتهي بمقطع مُكرَّس “للأخوّة العالميّة” قائلاً: “لا يمكننا التوسّل لله أب جميع البشر، إن كنّا نرفض التصرّف بأخوّة حيال بعض البشر المخلوقين على صورته”.

من الجدير بالذكر هنا أنّ الموضوع نفسه مذكور في “الوثيقة حول الأخوّة الإنسانيّة” التي وقّعها البابا فرنسيس وإمام الأزهر الشيخ أحمد الطيب بتاريخ 4 شباط 2019 في أبو ظبي.

وختم مدير التحرير مقاله باقتباسٍ عن الوثيقة المهمّة التي كُتِبَت “باسم الله الذي خلق جميع البشر متساوين في الحقوق والواجبات والكرامة، داعياً إيّاهم إلى العيش معاً كإخوة فيما بينهم، بهدف جعل الأرض آهلة بالسكّان وزرع فيها قِيم الطيبة والمحبّة والسلام”.

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير