مدَّد البابا فرنسيس يوبيل مزار “بيت مريم المقدّس” في لوريتو لسنة، أي حتّى 10 كانون الأول 2021، هذا اليوبيل الذي افتتحه بتاريخ 8 كانون 2019.
في التفاصيل التي نقلتها لنا الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسيّ في زينيت، كان البابا فرنسيس قد حدّد فترة السنة اليوبيلية لمزار سيدة لوريتو، لمناسبة مئوية إعلان سيدة لوريتو كشفيعة للطيّارين والمسافرين في الطائرة، مع العِلم أنّ الباب المقدّس فُتِح في 8 كانون الأول الماضي على يد أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين.
ووجب أن يُختَتم الحدث في بازيليك القديس بطرس بتاريخ 10 كانون الأول 2020 مع احتمال وجود البابا فرنسيس ومشاركته. لكنّ مرسوماً صدر عن محكمة التوبة الرسوليّة أشار إلى أنّه “لم يتمّ الاحتفال بهذه السنة اليوبيلية كما يجب بسبب وباء فيروس كورونا”.
وعشيّة عيد الانتقال، أي في 14 آب 2020، أعلن المونسنيور فابيو دال تشين (الممثّل الرسولي عن المزار) عن التمديد قائلاً: “في هذا الزمن الصعب على البشريّة، تمنحنا أمّنا الكنيسة المقدّسة 12 شهراً آخر للانطلاق مجدّداً من المسيح، وتسمح لمريم بمرافقتنا، هي التي تعزّينا جميعاً وتمدّنا بالرجاء”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ شعار اليوبيل الذي يحمل كلمات “ملكة” و”باب السماء” يُظهر البيت المقدّس الذي يحمله الملائكة، بالإضافة إلى إكليل العذاراء وطائرة ترمز إلى البشرية المُسافِرة.
كما ويمكن للحجّاج الحصول على الغفران في كنائس المطارات المدنيّة والعسكريّة، مع الإشارة إلى أنّ مزار سيّدة لوريتو هو من بين أهمّ مزارات العالم إذ يضمّ 3 جدران من منزل الناصرة، حيث عاشت العائلة المقدّسة.
وبحسب الأسطورة، حمل الملائكة “البيت المقدّس” من الناصرة إلى لوريتو. وأظهرت الأبحاث التاريخية أنه عندما قام فتح الإسلام بغزو الأراضي المقدّسة، حمل الصليبيّون الحجارة في العام 1291 ونقلوها عن طريق البحر.
في الأساس، وُضعت الذخائر المقدّسة في كنيسة بسيطة. إنّما مع مطلع القرن الرابع عشر، أصبح هذا البيت مقصداً مهمّاً للحجّ، على طريق روما. فبدأت أعمال البازيليك الحالية والتحصينات لحمايتها في العام 1469. وسنة 1507، قرّر يوليوس الثاني بتطوير الأعمال مُعيّناً لوريتو كمكان حجّ. وأرسل إلى لوريتو مهندس الفاتيكان لينهي القسم الأخير من المشروع.
أعلن البابا القديس بندكتس الخامس عشر سيدة لوريتو شفيعة الطيارين في 24 آذار 1920. وفي 31 تشرين الأول الفائت أدرج البابا فرنسيس عيد سيدة لوريتو في التقويم الروماني ونُحيي الذكرى في 10 كانون الأول. وكتب في صلاة اليوبيل: “في كلّ مرّة نرتفع في الطائرة، لنرفع معها أيضاً نفسنا”.
وفي لوريتو، بتاريخ 25 آذار 2019، وقّع البابا الأرجنتينيّ إرشاده الرسولي الذي صدر بعد سينوس الشباب، “المسيح يحيا”. ونزولاً عند رغبته في حزيران الماضي، تمّت إضافة 3 ابتهالات على طلبة سيدة لوريتو، مُكرّسة للعذراء مريم: أمّ الرحمة، أمّ الرجاء، وعزاء المهاجرين.