Kaunas, Rencontre Avec Les Consacrés Et Le Clergé, 23 Sept. 2018, © Vatican Media

ما مفهوم القلب التائب؟

دائرة التوبة والتواضع

Share this Entry
إنه لأمر مأساوي أن نرى كيف أن مفاهيم مثل ” القلب التائب ” لدى كثيرين منا تتوقف عند عتبة دور العبادة . خارج مظاهر تديننا الفارغ لا يُلمس لا إيماناً ولا سلاماً . وبمعظمنا لا ندرك نجاستنا في الأفكار والأقوال والأفعال … نقتل و لا يرف لنا جفن متناسين أنه لا يتم إطلاق النار على أي شخص برصاصة لم يتم إطلاقها عليه أولاً بكلمة – ولا يتم إطلاق النار على أي شخص بكلمة ما لم يتم إطلاق النار عليه أولاً بفكرة.
كم من مرة نقوم بإسكات دقات قلب – ليس فقط بمسدس ، ولكن أيضًا بكلمات قاسية ، أو أحكام مسبقة، أو سخرية فارغة … وعنفنا هذا نقوم بتبريره بألف شكل وشكل و يبقى بأمان خارج توبة قلوبنا … ومع هذا لا ننسى أن نتباهى ب”صلابة” إلتزامنا و تديننا !!!
في مصالحتنا و كي تثمر جهودنا في صنع السلام بين بعضنا ، يجب أن نحرص على البقاء داخل دائرة التوبة و التواضع و خارج دائرة العنف: من يبدأ في القلب و يمر بالكلمة ليصل الى الفعل. أما إستخدام عباءة حرية التعبير لإخفاء الرغبة بتحطيم الآخر و إذلاله تبقى في أساس سمات العنف! نعم، فإن العنف قطعة واحدة !!
في المقابل لندرك أن اللاعنف في جوهره لا يحاول التغلب على الآخر بهزيمته وإذلاله، بل بإقناعه…. يحاول تحويل الخصم إلى صديق. لذا الصبر أساسي في اللاعنف. هذا النوع من الصبر يتحدث عنه الكتاب المقدس على أنه “احتمال كل شيء”. فإذا كانت جذور الخصامات هي الخوف، فعلينا أن نصبح أكثر فهمًا للمخاوف التي يشعر بها الآخر. أكثر صانعي السلام فعالية هم أولئك الذين يمكنهم فهم مخاوف الآخرين.
في بحثنا عن الحقيقة والعدالة ليس الغضب من يجب أن يوجّه المطالبة أو الإحتجاج بل التواضع والتوبة والمحبة. ففي هذا الثلاثي قراءة متأنية لنميّز الوقائع ونفحص الضمائر على ذلاتنا لإزالتها ولنقارب الآخر بإزالة المخاوف حكمةً وتميهداً لعدالة حقة و سلام منشود .
و في هذه المقاربة فلنذكر أننا لا نتكلم عن شعور أو مزاج، بل عن خيار ضروري للبقاء …
فحين يقتل الأخ أخاه نغرق بالدماء!
Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير