إنّ أرفع درس للولد، هو ما يراه وما يتلقّنه، فالمثل الصّالح هو خير أمثولة يستفيد منها الولد… كونوا مهذّبين مع أولادكم، فإنّهم فاعلون لا محالة ما يرونكم تفعلون ….
الطّوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ
إنّه المعلّم… إنّه أبونا يعقوب… على خطى المعلّم الأوّل مشى… بمَثَلِ المعلّم الأوّل اتّعظ … فحكى… سار، وبحث عن تلك البرشانة الّتي أراد زرعها في أرضٍ طيّبة ، ليحصد قربان قداسة يضوع طيوب طهرٍ، وسلام …
دعا الطّوباويّ أبونا يعقوب إلى الاهتمام بالمتعلّم، بتلك الخميرة، الّتّي أرادها أن تكون جيّدة، فتصبح ذاك الخبز الشّهيّ، الّذي سيقدّم على مائدة المجتمع المبارك…
إنّه المعلّم القريب… فالمسافة لا تلغي الحبّ، والعطاء…
معلّم اليوم، معلّمٌ بعيد… ولكن … بالالتزام، والحبّ، والمثابرة يستطيع على خطى الطّوباويّ أن يكون قريبًا… لأنّه معلّم قويّ بالإيمان، كفاءته التّفاني، والالتزام… فهو قادرٌ على جعل المتعلّم، إنسانًا يواجه الصعوبات، ويقف صلبًا أمام التّحديات اليوميّة…
اعتبر الكبّوشيّ، أنّ من لم يعلّم أولاده ، سيضرّ بالله، إذ منحه إيّاهم ليكونوا قدّيسين. وسيضرّ بهم، لأنّه بالجهل سيهلك نفوس صغاره، ويفقدهم الخير السّامي. وبالتّالي سيهلك نفسه، لأنّه لن يرتاح على الأرض…
لقد وضع الرّبّ بين أيدينا نعمًا… أولادنا نعم في حياتنا… نربّي … نعلّم… حظّنا كبير جدًّا… لن تضعفنا الهموم، والآلام اليوميّة، فنحن نٌعدّ فلذات أكبادنا للنّمو، وللبنيان…نعدّ من خلالهم بيتًا ، ومجتمعًا، ووطنًا…
كلّ منّا قادر … لأنّ الرّبّ معه…
ولكننّا نخطئ… نخاف، وننسى الأهمّ…نتعب من أخبار، ومستجدّاتٍ مثقلة بالمخاوف…
لكنّ الرّبّ حضن حنان أبويّ، يدعونا دائمًا إلى اللّجوء إليه…”تعالوا إليّ يا جميع المتعبين، وثقيلي الأحمال وأنا أريحكم(مت11/28)
يدعونا الرّبّ ويمدّنا بالقوة ممسكًا بأيدينا… ويطلب منّا أن نرتاح… ونطمئنّ… عندها نُزهر وننمو، ونبدع …
أولادنا.. أمانة سماويّة بين أيدينا… إنّهم وزنات من الخير، والفرح…
لأنّك معنا يا ربّ…. نحن قادرون
أن نكون معلّمي الحبّ، والفرح. أن نكون ذاك المثل الصّالح ، تلك المرآة الجميلة، الّتي تعكس في قلوب أولادنا، سمات العلم، والحبّ، والإيمان…
لأنّك معنا يا ربّ … نحن قادرون… أن نمجّد اسمك…. ونحقّق مشيئتك ، وأمنياتك، وأهدافك من خلال مساهمتنا في بناء الإنسان… من خلال مشروع خلاصيّ، ترسمه لكلّ واحد منّا، عبر ما تتركه بين أيدينا من أمانات، وكنوز…
نحن قادرون… أن نمشي على خطاك، أنت معلّمنا الأوّل، ونحيا على مثال الكبّوشيّ، لتزهر رسالتنا التّربويّة، ضياء إيمانٍ، وفرح، ورجاء….