وصل الكاردينال بيترو بارولين أمين سرّ حاضرة الفاتيكان إلى بيروت في هذه الأثناء وتوجّه مباشرة إلى كاتدرائية مار جرجس في وسط بيروت ليتفقّدها ويعقد لقاءً مع ممثّلي الطوائف المسيحيّة، ثم سيتوجّه كمحطّة ثانية إلى جامع الأمين ليلتقي برجال الدين المسلمين والمسيحيين معًا. وقد أتت زيارته عقب الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت منذ شهر (4 آب) ليمثّل البابا فرنسيس بعد أن أطلق نداءً خاصًا وطويلاً إلى كلّ اللبنانيين والقادة السياسين في البلاد يوم الأربعاء أثناء المقابلة العامة مع المؤمنين.
وبعد أن عبّر البابا عن قربه وتعاطفه مع الشعب اللبناني، طلب من العالم بأسره الصوم والصلاة يوم الجمعة 4 أيلول على نيّة لبنان. من هنا، أتى ممثّل البابا أمين سرّ حاضرة الفاتيكان ليبحث في كيفيّة الحفاظ على الوجود المسيحي في لبنان والوقوف إلى جانب أهل الضحايا والذين تحطّمت بيوتهم نتيجة الانفجار، وفي كيفية مساعدة البلاد على تخطّي الأزمات التي يمرّ بها.
رغب البابا في التذكير بقربه من الشعب اللبناني الذي يعاني من أزمات كثيرة وقد زادت كارثة الانفجار الأمر سوءً بعد تخبّط البلاد بالأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والصحيّة.
وقد أجرى موقع أخبار الفاتيكان حديثًا مع البطريرك بشارة الراعي، عبّر فيه عن امتنانه للبادرة التي قام بها البابا وعن امتنانه له. “نحن نعلم كم يحمل في قلبه بلدنا العزيز. في 7 أيلول 1989، وجّه البابا يوحنا بولس الثاني رسالة إلى كلّ الأساقفة الكاثوليك طالبًا منهم أن يخصّصوا يوم صلاة على نيّة لبنان، وكنت سعيدًا بالاقتباسات التي أخذها البابا فرنسيس من هذه الرسالة، وهذا يعني أنّ الروح القدس هو الذي يلهم الباباوات ويتحدّث باللغة نفسها. إنّ دعوة البابا فرنسيس إلى الكنيسة الجامعة تثبت لنا كم أنّ الكرسي الرسولي يولي اهتمامًا كبيرًا بلبنان وكم نحن اللبنانيين علينا أن نعزّز رسالتنا ونحافظ عليها في هذه المنطقة من العالم: إعطاء قيمة أكبر لبلدنا والعمل معًا، من مسيحيين ومسلمين، للمحافظة عليه إذ يملك قيمة كبيرة للعالم أجمع سواءً على المستوى الكنسي أو السياسي.
أن يكرّر البابا فرنسيس كلمات البابا يوحنا بولس الثاني التي قالها خلال الحرب الأهليّة هو أمر بالغ الأهمية بالنسبة إلينا.
نعم، إنه أحلك وقت نمرّ به… وحاليًا لبنان يعيش أسوأ ظرف في تاريخه على المستوين الاقتصادي والماليّ وهذا الذعر الذي عاشه بعد انفجار مرفأ بيروت. بالطبع طمأن البابا سكان بيروت بشكل خاص… وهذه الكلمات أثّرت في نفوس اللبنانيين، فهم عادةً بحاجة إلى من يحدّثهم من القلب إلى القلب.