محزن وضعنا حين يصبح صليبنا مجرد زينة، أو أسوء … مجرد علامة نزايد في إبرازها (نكاية) بالآخر وننسى أن هذا الآخر ثمنه دم المسيح على الصليب ذاك!!!
محزنٌ حين نتباهى بالمصلوب و نحن لم نشعر ولم ندرك أن خطايانا هي المسامير في يديه…مثير للشفقة أن نجادل “دفاعاً عن الدين” ونحن ندين الآخرين ونصبح في وصايا الله “إنتقائيين”…
قال الطوباوي يعقوب الكبوشي يوماً : “لا مسيحية مع أنصاف مسيحيين”!!
هذا الراهب الذي زرع تلالنا صلبان، لم يتركها هناك بل أدخلها صميم حياته : كالسيد قَبِل أن تصلبه صعوبات المحبة ومات عن العالم … دقَت على أرجله مسامير التعب وحلّت جميلة كأقدام المبشيرين بالسلام : عاش حياة خدمة و لم يفرّق في عنايته بين طوائف و أديان و هو القائل :” طائفتي لبنان و المتألمون”…
و اليوم تكثر علينا المصائب … و يا للعجب و كأنها لا تكفي … ها نحن نضرم في نار النزاعات! حتى أننا صبغنا ” خدمتنا” بلون أحقادنا و بعضنا إحتكر “الصليب” فيما تمادى في إحتقار القريب… وبات تهشيم و تهميش الآخر همّ الساعات! و لكن ها زمن الصليب يذكرنا بالآت :
أن الصليب جسر تواصل؛ يصل أرضنا بالسماء و يصل الإنسان بأخيه الإنسان؛ يدعوه الى عيش المحبة العاملة و السعي للسلام الذي يتطلب غفران…
اليوم، إذا أردنا أن ننصف إيماننا فلنقتني قلب طفل واثق بأبيه و لنتزيّن بحكمة المسيح المصلوب – القائم ولنسلمه الكيان !
اليوم، فلنذكر و لنصون المحبة حين نرفع الصلبان ….