“نحن بحاجة إلى الصمت والإصغاء والتأمّل”: هذا ما طلبه البابا فرنسيس اليوم أثناء المقابلة العامة مع المؤمنين كترياق ضدّ استغلال الأرض.
في الواقع، تابع البابا سلسلة تعاليمه حول موضوع “شفاء العالم” من ساحة القديس داماسيوس بعد جائحة كورونا، وأخذ اليوم موضوع “العناية ببيتنا المشترك والموقف التأمّلي”.
وقد قال: “للخروجِ من الجائحة، يجبُ أن نعتني ببيتِنا المشترك. العنايةُ بالذاتِ هي قاعدةٌ ذهبيةٌ في كلِّ إنسان، وتنجُم عنها الصحةُ والرجاء. ولكن العنايةَ بالخليقةِ هي أيضًا واجبة. لأنّ صحتَنا تعتمدُ على النُظمِ البيئيةِ التي خلقَها اللهُ والتي كلّفَنا بالعنايةِ بها. وإساءةُ استخدامِ البيئةِ خطيئةٌ جسيمةٌ تُعرّضُ صحتَنا للأذى والمرض. وأفضلُ مضادٍ لهذا الاستخدامِ غير السليمِ لبيتِنا المشتركِ هو التأمل. بدون التأمل، من السهلِ الوقوعُ في رؤيةٍ غير متوازنةٍ ومتعجرفةٍ للإنسانِ فنجعلُه مركزًا لكلِّ شيء، ونضخمُ دورَنا كبشر، وكأنّنا السيّدُ المطلقُ لجميعِ المخلوقاتِ الأخرى. فنصبحُ مفترسينَ وننسى دعوتَنا أننا حراسٌ على الحياة. لذلك، من المهمِ استعادةُ البعدِ التأملي. لأنه عندما نتأمل، نكتشفُ في الآخرين وفي الطبيعةِ شيئًا أكبرَ بكثيرٍ مما هو منفعةٌ لنا فيهم. نكتشفُ القيمةَ الداخليةَ التي وضعَها اللهُ فيهم.
التأملُ والعنايةُ هما موقفان يُبيّنان الطريقَ لتصحيحِ ولإعادةِ توازنِ علاقتِنا كبشرٍ مع الخليقة. فالذين يسلكون هذا الطريقَ يصبحون “حراسًا” على البيتِ المشتركِ الذي أوكلَّه اللهُ لنا، ويُسلمونه للأجيالِ من بعدهِم حتى تستطيعَ أن تستمتعَ به”.