إنّ علم البيئة المتكامل، كما هو مُقتَرَح في الإرشاد الرسولي “كُن مُسبَّحاً” والذي صدر سنة 2015، يتضمّن في الوقت عينه تأمّلاً وتعاطفاً.
هذا ما شرحه الأب الأقدس لدى استقباله في قاعة بولس السادس في الفاتيكان المشاركين في لقاء “جماعات كُن مُسبَّحاً”، يوم السبت 12 أيلول 2020. وفي الكلمة التي ألقاها على مسامعهم، أفصح الأب الأقدس قليلاً عن إرشاده الرسوليّ الخاصّ بالثالث من تشرين الأوّل المقبل، داعياً إلى “بناء أخوّة عالميّة”.
وأشار البابا إلى البُعد الاجتماعيّ في “كُن مسبَّحاً” قائلاً: “لا علم بيئة بدون إنصاف، ولا إنصاف بدون علم بيئة” وإلى التشجيع على “الاعتناء بالمتروكين وبالخليقة معاً” في مدرسة القدّيس فرنسيس الأسيزي، كما كتبت الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسيّ في زينيت.
كما وشجّع الحبر الأعظم على تحديد الخيارات السياسيّة قائلاً: “فلنُطالِب بخيارات سياسيّة تقرن التقدّم بالإنصاف، والنموّ بالمتانة كي لا يكون أحد محروماً من الأرض التي يعيش فيها، ومن الهواء الذي يتنفّسه، والمياه التي يحقّ له أن يشربها، والغذاء الذي يحقّ له بتناوله (مع إشارته إلى رمي أكثر من مليار طنّ من الغذاء في البلدان المتقدّمة)”.
ثمّ لفت البابا في كلمته إلى أنّ “الوباء أظهر لنا أنّه “لا يمكن فصل صحّة الإنسان عن البيئة التي يعيش فيها”. وأضاف: “علينا أن ننظر إلى المدى البعيد، وإلّا فلن يُسامحنا التاريخ. علينا أن نعمل اليوم لأجل مستقبل الجميع. فالشباب والفقراء سيُطالبوننا بتسديد ديوننا. هذا هو تحدّينا”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ الجماعات المذكورة أطلقها كارلو برتيني مع أسقف رييتي المونسنيور جومينيكو بومبيلي الذي وقّع مقدّمة كتاب Terra Futura وهو ثمرة أحاديث برتيني مع البابا فرنسيس حول علم البيئة الإنسانيّ المتكامل.
نذكر أيضاً أنّه منذ الأوّل من أيلول وحتّى الرابع من تشرين الأول، يعيش المسيحيّون “زمن الخليقة” الذي سيمتدّ حتّى أيار المقبل، بعد أن دعا البابا إلى عيش سنة “كُن مسبَّحاً” لتطبيق المبادىء المذكورة في الرسالة الحبريّة.