كانت ذخائر قدّيسَين قدّمها البابا فرنسيس لكنيسة بلغاريا الأرثوذكسيّة مناسبة للشراكة المسكونيّة: ففي 16 أيلول، أي عشيّة عيد القدّيسة صوفيا شفيعة العاصمة “صوفيا”، جرى احتفال أرثوذكسيّ مع بعثة مهمّة من الكنيسة الكاثوليكيّة، كما أورده موقع Il Sismografo القريب من الفاتيكان بتاريخ 17 أيلول 2020، وكما كتبت الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسيّ في زينيت.
في التفاصيل، حيّى البطريرك نيوفيت (كبير كنيسة بلغاريا الأرثوذكسيّة) المونسنيور كريستو برويكوف رئيس مؤتمر أساقفة بلغاريا، شاكِراً هبة الذخائر الثمينة، والتي تُعتَبَر “بركة كبيرة وجِسراً روحيّاً بين كنيسة بلغاريا وكنيسة روما”. والذخائر هي من بقايا القديس كليمنت – بابا وأوّل أسقف في سرديكا القديمة (صوفيا اليوم) – والقدّيس بوتيتس شهيد سرديكا.
ومع تطرّقه إلى هبة ذخائر أخرى للكنيسة البلغاريّة من قبل البابا يوحنا بولس الثاني، أي ذخائر القديس داسيو دو دوروستول Dacio de Dorostol (2002) وذخائر القدّيس جاورجيوس الشهيد من قبل البابا الفخريّ بندكتس السادس عشر (2006)، قال البطريرك إنّ “شهادة إيمان القدّيسين وشهود المسيح هي دليل واضح على علاقتنا الجيّدة المستمرّة والتي ستبقى كذلك في السلام والتفاهم والاحترام المتبادل”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ العديد من الشخصيّات الدينيّة والسياسيّة كانوا موجودين خلال الاحتفالات، من أصلهم رئيس الجمهوريّة وسفير بلغاريا لدى الكرسي الرسولي، بالإضافة إلى ممثّلين عن بطريركية موسكو والكنيسة الأرثوذكسية في رومانيا.
ونذكر هنا أنّ البابا فرنسيس قدّم ذخائر القدّيسَين كليمنت وبوتيتس للبطريرك نيوفيت، عبر السفير البابويّ في صوفيا المونسنيور أنسيلمو غويدو بيكوراري في 27 شباط 2020.
وخلال اللقاء في بطريركية الكنيسة الأرثوذكسية البلغارية، أشار المونسنيور بيكوراري إلى أنّ “الهبة الثمينة رمز لإرادة البابا في البحث عن وحدة المسيحيّين والصلاة على هذه النيّة، بالإضافة إلى الاحترام المتبادل الذي يطبع العلاقات بين الكرسي الرسوليّ وبطريركية بلغاريا الأرثوذكسيّة”.
وأضاف السفير البابوي: “إنّ ذخيرة البابا كليمنت تعود، مع ذخيرة القدّيس بوتيتس، إلى الأرض التي عاش عليها القدّيسان الشهيدان اللذان شهِدا على عمل القدّيسَين كيريلس وميثوديوس الإرساليّ”.