أين غلبتك يا موت؟ (1 كو 15 : 55)
“هذا السؤال الذي طرحه الرسول بولس على أهل كورنثوس قد يكون سؤالنا في هذا الزمن، حيث نسمع كلّ يوم عن أرقام وفيّات كبيرة وحيث أنّ السياسة الإعلاميّة تدور حول الخوف كما يفعل الأولاد في ملعب المدرسة”.
بهذه الكلمات بدأ الأب دنيس متزنغر (كاهن رعيّة في باريس) تأمّله الخاصّ بيوم تذكار الموتى شارِحاً: “الموت ليس نتيجة فشل بل إشارة حول حدودنا ومحدوديّتنا.
أيّ مفارقة نعيشها في هذه الأيّام حيث يبدو أنّنا نتحسّر على موتانا كلّ يوم، فيما نُشرّع القضاء على الأجنّة أو الحياة الجديدة التي ستولد؟
إنّ الموت جزء من الحياة البشريّة. أوَليس الحزن والألم اللذان نشعر بهما عند موت قريب إشارة إلى الجمال والحياة والوزن الذي نُقيمه في جميع العلاقات التي نَسَجْناها؟ يسوع بكى أمام موت صديقه لعازر. ويسوع اختبر الموت ليُعطينا مِلء الحياة.
لذا، تُرافق الكنيسة الميت وعائلته. إنّها اللحظة الوحيدة التي يلحق فيها المُعمّد بسيّده: الوضع في القبر بانتظار القيامة، وهو أفضل من عمليّة الحرق. أمّا المرور بالكنيسة فهو يذكّر بدخول الميت إلى الكنيسة لحظة عِماده، مع شمعة القيامة ورشّ المياه. بالنسبة إلى الجميع، هذه إشارة واضحة على إخلاص الله، ودعوة إلى شفاعة الكنيسة كي يتطهّر الميت من كلّ ما يمكن أن يمنعه من رؤية مَن دعاه إلى الحياة. ولا علاقة للأمر بتمجيد الموت الذي تُظهره أحياناً بعض المسلسلات التلفزيونيّة!
إنّ شهر تشرين الثاني مُكرّس في الكنيسة للصلاة لأجل جميع إخوتنا الموتى، مع يوم 2 تشرين الثاني الخاصّ بتذكار الموتى. والمشاركة في هذه الصلاة تعني الشهادة على الرجاء ووضع مَن عرفناهم وأحببناهم بين يدَي سيّد الحياة!
أمّا وضع الأزهار (إشارة على الفرح) في المقابر فيعني إعلان الفرح الحقيقيّ الذي هو القيامة الموعودة. والاحتفال بقداديس على نيّة الميت هو أفضل هديّة يمكن تقديمها له، لأنّ ذلك يعني الطلب من الرب أن يرفع هذا الخاطىء المسكين إلى أبيه.
إنّ أحبابنا يعتمدون الآن على صلاتنا، فيما ينتظرون الرجاء الكبير!”
P. Denis Metzinger, Capture KTO
