بعد أن اختُطف في النيجر وحُرِّر في 8 تشرين الأوّل الماضي، استقبل البابا فرنسيس صباح البارحة الاثنين 9 تشرين الثاني الأب بييرلويجي ماكالي في الفاتيكان، كما كتبت الزميلة أنيتا بوردان.
والأب ماكالي الذي كان قد تفاجأ وتأثّر بكلمات البابا فرنسيس عندما حيّاه خلال صلاة التبشير الملائكي في 18 تشرين الأول 2002 إثر تحريره، تفاجأ مرّة أخرى خلال لقائه الحبر الأعظم البارحة.
في التفاصيل، كتب موقع “راديو فاتيكان” أنّ “التأثّر كان واضحاً في صوت الأب ماكالي في نهاية لقائه مع البابا الذي صلّى مطوّلاً على نيّته مع الكنيسة بأسرها. وقد التقى الرجلان وتبادلا القصص بعد شهر على تحرير المُرسل في مالي: ثمّة امتنان ودهشة بوجه ممثّل المسيح على الأرض، هو الذي انحنى لتقبيل يدَي الكاهن”.
وأضاف “راديو الفاتيكان”: بعد أن قبّله البابا، لم يتمكّن مرسل “جماعة الإرساليات الأفريقية” إلّا أن يقول للبابا “شكراً، شكراً”. ثمّ أخبره بما حصل معه، وعهد له بأفريقيا التي بقيت بلا مرشد.
أمّا عن لقائه بالحبر الأعظم، فقد قال ماكالي: “كان اللقاء جميلاً جدّاً. لقد تأثّرت خاصّة عندما أخبرت البابا بما عشته، وطلبتُ منه أن يحمل كنيسة النيجر في صلاته. كان البابا مُتنبّهاً ومُصغياً لما أقوله. كما وشكرته على صلاته وصلاة الكنيسة لأجلي، لاسيّما عندما طلب من الموجودين في ساحة القدّيس بطرس التصفيق احتفالاً بتحريري. فأجابني: نحن دعمناك، لكنّك أنتَ دعمتَ الكنيسة. ولم أجد ما أجيبه به، أنا المرسَل الصغير، وهو الذي يقول لي هذا كلّه… أعجز عن إيجاد كلمات للتعبير”.
ويُضيف المرسَل: “ذاك الأب الذي أحمله كلّ يوم في صلاتي قبّلني. وجدته أمامي، وكنتُ متأثّراً للغاية وممتنّاً. لم أعتقد يوماً أنّ مرسلاً يصل إلى أقاصي الأرض قد يجد نفسه أمام البابا الذي يحمل الكنيسة الجامعة على كتفَيه. إنّها مشاعر يصعب جدّاً التعبير عنها… لم أتوقّف عن قول شكراً، شكراً، شكراً… وعندما كنّا نودّع بعضنا البعض، صافحته فقبّل يدَيَّ! لم أكن أتوقّع هذا…”
أمّا عن فترة احتجازه، فقد قال الأب ماكالي: “كانت الدموع خبزي اليومي طوال أيّام، وكانت أيضاً صلاتي عندما لم أكن أعرف ما أقول. حتّى أنّني كتبتُ هذا يوماً: قرأت في قصّة أنّ الله يعدّ دموع النساء. وقلتُ لله: يا رب، مَن يعلم إن كنتَ أيضاً تعدّ دموع الرجال؟ أقدّم لك دموعي كصلاة لتسقي بها أرض الرسالة القاحلة، والأرض القاحلة في القلوب التي تكنّ الحقد المتسبّب بدوره بالحرب والعنف…”
وختم قائلاً: “في الحياة الروحيّة، ما يهمّ هو الغفران والأخوّة. وكمُرسَل، أشعر بتشجيع أكبر لأكون شاهداً على السلام والأخوّة والتسامح، اليوم وللأبد”.
Copyright: Vatican Media