في الفردوس كانت شجرة الحياة. وفي الكنيسة شجرة الحياة الرّوحيّة. أعني جسد سيّدنا يسوع المسيح المبارك، الّذي هو غذاؤنا للحياة الأبديّة.
الطّوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ
يعتبر أبونا يعقوب أنّ الفردوس رمز الكنيسة. الكنيسة المقدّسة هي رمز الفردوس الرّوحيّ…
في الكنيسة أربعة أنهار روحيّة، تسقي أراضي النّفوس. هذه الأنهار هي:
- الإيمان، وبدونه لا خلاص لأحد
- الأسرار المقدّسة
- الكتاب المقدّس
- معلّمو الكنيسة الّذين أقامهم الله، ليعلّمونا معرفة الخلاص.
أعدّ الرّبّ كلّ ما يجعل الإنسان سعيدًا، ومخلّصًا من كلّ ما يتعبه، ويهلكه…
فرش الرّبّ أمامنا دروبًا مضيئة بقناديل هِدايته…
هدفه فرحنا… هدفه قداستنا…
منذ التّكوين، أعدّ الرّب جنّة للإنسان ليُسكنه فيها… أنبت الأشجار الجميلة، وشجرة الخير والمعرفة، وأخرج نهرًا يتشعّب إلى أربعة أنهار….
ملأ الرّبّ الفردوس خيرًا، ليمدّ الإنسان بالحياة…
والكنيسة هي فردوسنا… كنيستنا تزوّدنا بأسلحة النّجاة، والخلاص… كلّنا أعضاء في جسد المسيح الواحد… نتماسك بالإيمان، وبعيش الأسرار، وبالغذاء من الكلمة، من الكتاب المقدّس، لنحيا الحياة الأبديّة…
نتمثّل بحياة القدّيسين، نسير على خطاهم، لنبلغ دروب الفرح، والخلاص…
كنيستنا مقدّسة… كنيستنا تقودنا إلى القداسة… من أسّسها قدّوس… من بناها أراد أن يعدّ لنا كمال الخير، والحبّ…
يعدّ لنا الرّبّ دومًا موائد خيّرة، ومباركة…
موائد تفوح منها طيوب القداسة… إنّها أطباق كثيرة مطيّبة بالنّعم، وبالخير…
يلبسنا الرّب دروعًا من الإيمان، تقينا كلّ المخاطر، وتحمينا من رصاص الشّهوات الدّنيويّة…
يرى أبونا يعقوب أنّ الله أقام آدم في الفردوس، ليحرس الأرض. وفي الكنيسة أقام الله ابنه الوحيد مدبّرًا لها، وملكًا عليها، ليقودها في القداسة إلى ملكوته السّماويّ.
مع بداية سنة طقسيّة جديدة، مُدّنا يا يسوع بذاك الإيمان الصّارخ… ساعدنا كي نهتف بكلّ ثقة أنّك ابن الله الحيّ…
وحدك ملك حياتنا… وحدك خلاصنا، وفرحنا الأبديّ…