لمناسبة عيد الميلاد هذه السنة، ستكون منطقة كاستيلي (مقاطعة تيرامو) مصدر مغارة ساحة القدّيس بطرس، وستكون الشجرة سلوفانيّة: هذا ما أعلنه الفاتيكان في 30 تشرين الأوّل الماضي، كما كتبت الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسيّ في زينيت.
ويمكن أن نقرأ في البيان الصادر عن الفاتيكان: “فيما تناضل أماكن كثيرة من العالم ضدّ وباء كوفيد-19، فإنّ الزينة التقليديّة في الساحة هي هذه السنة رمز رجاء وثقة للعالم كلّه أكثر ممّا هو معتاد. يتعلّق الأمر بالتعبير عن اليقين بأنّ يسوع سيأتي وسط شعبه ليُنقذه ويُعزّيه”.
أمّا التدشين الرسمي فسيحصل بتاريخ 11 كانون الأوّل عند الرابعة والنصف من بعد الظهر، مع مراعاة القيود المفروضة جرّاء الأزمة الصحّية، على أن يترأسه الكاردينال جيوسيبي برتيلو رئيس مدبّريّة دولة حاضرة الفاتيكان، والمونسنيور فرناندو فيرغيز ألزاغا (الأمين العام). وفي صباح اليوم عينه، سيستقبل البابا فرنسيس بعثات كاستيلي وكوسيفج Kočevje.
مغارة قديمة
تُعرَف كاستيلي بالسيراميك منذ القرن السادس عشر. ومغارتها تتألّف من منحوتات من السيراميك أكبر من حجمها الطبيعيّ. إنّها رمز ثقافيّ للمنطقة كلّها، وهي أيضاً موضوع فنّ معاصر: تمّ إنجازها من قبل التلاميذ والأساتذة في معهد “F.A. Grue” الفنّي بين 1965 و1975، وهو عقدٌ تكرّس فيه التعليم لموضوع عيد الميلاد.
تضمّ مجموعة المغارة 54 شخصاً، إلّا أنّ البعض من الأشخاص فقط سيُعرَض في ساحة القدّيس بطرس على منصّة مضيئة مائلة قليلاً، مساحتها 125 متراً مربّعاً، على أن تُحيط بالمسلّة. وسنرى فيها العائلة المقدّسة، المجوس، ملاكاً فاتحاً جانحَيه في إشارةٍ للحماية، عازفي مزمار وفلوت، بالإضافة إلى فتاة صغيرة تحمل دمية.
أمّا هذه المغارة فهي مستوحاة مِن الفنون اليونانية والأميركية الجنوبية والمصرية القديمة. تمّ إنجاز أشخاصها بواسطة حلقات منحتها الشكل الأسطواني. وقد سبق وعُرِضت هذه المغارة في روما (1970) ثمّ في القدس وبيت لحم وتل أبيب.
تنوب سلوفانيا
من ناحية أخرى، ستأتي شجرة الميلاد الحمراء (وهي شجرة تنوب طولها 28 متراً وقطرها 70 سنتمتراً عند الأسفل) من جنوب شرق سلوفانيا، تحديداً من كوسيفج وهي منطقة بقيت محميّة، بحيث أنّ الغابات تغطّي مساحة 90% من الأراضي. هناك، يمكن أن نجد غابة “كروكار” وهي إحدى محميَّتَي سلوفانيا المدوّنَتَين مع 63 غابة ضمن إرث اليونيسكو العالميّ. نذكر هنا أنّ الشجرة التي تمّ اختيارها لساحة القدّيس بطرس مزروعة على بُعد 6 كيلومترات من هذا الموقع.
انتشرت أشجار التنوب بحدّ ذاتها في سلوفانيا خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر، وهي تمثّل أكثر من 30% من موارد الغابات. كما وأنّها ترمز إلى الخصوبة، والتقليد الشعبيّ يستعملها غالباً في مناسبات احتفاليّة كعيد الميلاد أو الأوّل من أيار.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ الشجرة والمغارة سيتمّ عرضهما في ساحة القدّيس بطرس حتّى نهاية زمن الميلاد، أي حتّى تذكار عِماد الرب الذي يُحتفل به في 10 كانون الثاني 2021.